فتاوى منوعة [11]


الحلقة مفرغة

السؤال: دخل رجلان ووجدا الإمام في التشهد الأخير، فهل الأفضل الدخول معه في الصلاة، أم الانتظار حتى يسلم ويصليان صلاة جديدة؟

الجواب: إذا كانوا اثنين أو ثلاثة وجاءوا والإمام في التشهد فهم بالخيار: إن شاءوا دخلوا مع الإمام، وإن شاءوا انتظروا حتى يسلم؛ لأن الصلاة انتهت ولا تدرك الجماعة إلا بركعة فهم بالخيار، أما إذا كان واحداً فلا ينتظر، بل يدخل مع الإمام، لا يقول: أنا أنتظر حتى يأتي أحد ثم لا يأتي أحد، إذا كانوا اثنين فأكثر فهم بالخيار، وإن كان واحداً يدخل مع الإمام ولو في التشهد ولا ينتظر.

ويحصلون على أجر الجماعة لا شك، لكن الجماعة الأولى لها فضل.

السؤال: ما حكم من فاته شيء من الصلاة وجاء إلى الجماعة والإمام في الركوع فركع معهم من دون أن يكبر تكبيرة الإحرام وإنما كبر تكبيرة ركوع فقط، ولم ينوِ بها تكبيرة الإحرام؟

الجواب: لا تنعقد الصلاة إلا بتكبيرة الإحرام، فإذا جاء وكبر تكبيرة الركوع ولم ينوِ تكبيرة الإحرام لم تنعقد الصلاة بإجماع المسلمين، لابد أن ينوي تكبيرة الإحرام، ولابد أيضاً أن يكبر وهو مستقيم منتصبٌ قائم، فإن كبر وهو ينحني لم تصح الصلاة وصارت الصلاة نافلة؛ لأنه ترك القيام مع القدرة، والإنسان يجوز له أن يصلي النافلة وهو جالس، فأنت الآن يجوز لك وأنت قادر أن تصلي سنةً راتبةً أو صلاة الضحى وصلاة الليل وأنت جالس، لكن لك نصف أجر القائم، أما الفريضة فلا يجوز للإنسان أن يصليها قاعداً وهو يقدر على القيام، وهذا الذي كبر تكبيرة الإحرام وهو يهوي لم يصَلِّ قائماً، وكأنه صلى قاعداً فتكون صلاته نافلة، وإذا انتهى منها يأتي بالفريضة، ولابد أن يكبر تكبيرة الإحرام وهو منتصب قائم ثم يهوي إلى الركوع بتكبيرة ثانية أو بدون تكبيرة، فالتكبيرة الثانية ليست مهمة، فإن كبرت تكبيرة ثانية فالحمد لله هو أفضل، وإلا فتسقط عنك تكبيرة الركوع في هذه الحالة؛ لأنك مسبوق والأفضل أن يأتي بها، لكن المهم أنه: لابد أن يأتي بتكبيرة الإحرام وأنت منتصب.

وأما من كبر تكبيرة الركوع ولم ينوِ تكبيرة الإحرام فهذا لم تنعقد صلاته من الأساس لا فريضة ولا نافلة، لابد أن ينتصب وينوي تكبيرة الإحرام، فإن لم ينوِ تكبيرة الإحرام لم تصح.

السؤال: بعض الناس يكبر مع الإمام ثم يركع الإمام وهو يطمع أن يتم الفاتحة فيرفع الإمام ويشرع في الرفع ثم هو يركع فهل يكون بذلك قد أدرك الركعة؟

الجواب: هذا غلط، قد يقال: إنه جاهل وما دام أنه ركع ولحق الإمام فقد صحت صلاته في هذه الحالة، لكن لا ينبغي له أن يتابع الفاتحة؛ لأنه إذا جاء والإمام راكع سقطت الفاتحة، أو قرأ بعضها ثم ركع الإمام سقطت، وكذلك الناسي والجاهل والمقلد، وقراءة الفاتحة في حق المأموم واجب مخفف، يسقط مع النسيان أو مع الجهل، ومع السبق، بخلاف الفاتحة للإمام والمنفرد هذا ركن، لكن هذا قد يعذر لجهله.

فإن قال قائل: هل يكون بهذا قد أدرك الركعة؟

فالجواب: لأنه جاهل في هذه الحالة، أي: فعله عن جهل، لكن الذي ينبغي له أن يقطع قراءة الفاتحة ويكبر مع الإمام.

السؤال: في أثناء الصلاة بعضهم قد يتخلف عن الإمام فيرفع الإمام من الركوع وهو لم يركع بعد، فهل هذا يلزمه أن يعيد ويأتي بركعة بعد الإمام أو لا؟

الجواب: إذا كان متعمداً تبطل الصلاة على الصحيح، وأما إذا كان جاهلاً فهذا يعذر لجهله، أو ناسياً ثمَّ تذكر وبدأ ينتبه يكبر ويركع ويلحق الإمام، أما إذا لم يلحق الإمام ووجد الإمام ساجداً ثم سجد ولم يركع، فهذا فاتته الركعة، والمقصود: أنه قد يعفى عنه لجهله في هذه الحالة، أما لو كان متعمداً تبطل الصلاة.

السؤال: ما هو أفضل دعاء للاستفتاح، وهل يجوز الاستفتاح بأكثر من دعاء؟

الجواب: أفضل ما ورد في الاستفتاح ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر سكت هنيهة، فقلت: بأبي أنت وأمي ما تقول؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد)، فهذا أصح ما ورد في الاستفتاحات.

لكن الاستفتاح: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك)، هذا أفضل في ذاته؛ لأنه ثناء على الله فهو أفضل وأخصر.

وذكره الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في رسالة آداب المشي إلى الصلاة، وكان عمر يلقنه الناس على المنبر، فهو أفضل وأخصر ويحفظه الناس؛ لأنه ثناء، والاستفتاح الأول: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي)، هذا أصح منه؛ لأنه رواه الشيخان، فإذا افتتح المصلي بهذا تارة وبهذا تارة فلا حرج، وإذا استفتح بما ورد في حديث عائشة في صحيح مسلم : (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون: اهدني ووفقني إلى الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)، كذلك هذا نوع، كذلك استفتاح ابن عباس الطويل في قيام الليل، لكن في الفريضة ينبغي أن يقول الاستفتاح: (اللهم باعد بيني وبين خطاياي) أو (سبحانك اللهم وبحمدك)؛ لأن الفرائض مبنية على التخفيف، ولا يجمع بين استفتاحين -يستفتح بهذا مرة وبهذا مرة- في صلاة واحدة، يعني: في صلاة يستفتح بهذا، والصلاة الأخرى يستفتح بآخر.

السؤال: وما معنى: (تعالى جدك)؟

الجواب: يعني: ارتفعت عظمتك، والجد له معان: يطلق على العظمة كما قال تعالى: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا [الجن:3]، (تعالى جدك): ارتفعت عظمتك، ويطلق على الجد: أبو الأب، ويطلق الجد على الحظ والغنى كما في قوله: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد)، يعني: لا ينفع صاحب الحظ منك حظه، فصاحب الفضل والغنى والمال والثروة والجاه لا ينفعه عند الله، ويقوم مجرداً إلا إذا استعمل في طاعة الله، أما مجرد الحظ لا ينفعه، فالجد له معانٍ.

السؤال: أسرة متعاقدة اضطر عائلها للسفر خارج المملكة لمصلحة معينة هل يجوز للمرأة أن تجلس بمفردها في منزلها على أن أولادها قصر إلى أن يعود زوجها الذي سافر لمدة أسبوعين مثلاً أو شهر؟

الجواب: نعم، تجلس في بيتها، إلا إذا كانت لا تستطيع وتستوحش فلها أن تنتقل إذا كان لها أقارب تنتقل عندهم أو يأتي أحد من أقاربها يؤنسها أو أحد من جيرانها.

السؤال: بالنسبة للرافضة القدرية هل يعاملون معاملة أهل كتاب في جواز ذبائحهم والزواج منهم، أو معاملة أهل الأديان الباطلة؟

الجواب: هذا فيه تفصيل: أما القدرية الغلاة الذي ينفون علم الله وكتابته للأشياء، فهؤلاء كفار؛ لأنهم ينكرون علم الله، وينسبون إلى الله الجهل، وهم الذين قال فيهم الإمام الشافعي : ناظروا القدرية بالعلم فإن أقروا به خصموا وإن أنكروا به كفروا، ولهذا قال بعض العلماء: إنهم يخرجون من الثنتين والسبعين فرقة؛ لأنهم كفار.

قلنا: إن الغلاة هؤلاء لا تحل ذبائحهم؛ لأنهم كفار، وأما عامة القدرية الذين يثبتون العلم والكتابة وينفون عموم المشيئة والقدرة وعموم الخلق حتى يخرجوا أفعال العباد فهؤلاء مبتدعة عصاة، تحل ذبائحهم.

والرافضة كذلك، فالصواب أنهم كفار؛ لأن الرافضة يكفرون الصحابة ويفسقونهم، وهذا تكذيب لله؛ لأن الله زكاهم وعدلهم ووعدهم بالجنة، وكذلك يعبدون آل البيت ويتوسلون بهم وهذه ردة، وكذلك يكذبون الله في قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9]، فهم يقولون: إن القرآن طار ثلثاه ولم يبق إلا الثلث، وهذا تكذيب لله، فمن كان هذا اعتقاده فلا يصح أكل ذبيحته، أما إذا كانوا ينتمون للرافضة ولا يعتقدون هذه الاعتقادات فتحل ذبائحهم؛ لأن الشيعة طبقات ما يقرب من اثنين وعشرين فرقة كما ذكرهم أهل الفرق منهم الكافر ومنهم المبتدع على حسب الاعتقاد.

ومنهم المخطئة الذين خطئوا جبريل، وقالوا: أرسله الله إلى علي ، فأخطأ وأرسلها إلى محمد هؤلاء كفار، والنصيرية الذين يقولون: إن الله حل في علي كفار، والرافضة الذين يكفرون الصحابة ويسبونهم ويتوسلون بآل البيت ويعبدونهم كفار، وما عداهم كالزيدية الذين يفضلون علياً على عثمان هؤلاء مبتدعة، فالكافر لا تحل ذبيحته والمبتدع والعاصي تحل ذبيحته.

السؤال: هناك بعض الناس يستهزئ بأهل الاستقامة ويقول: بأنهم معقدون، هل يخشى عليه أنه قد يكون مستهزئاً بالنبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: هذا فيه تفصيل: إن استهزأ بهم لدينهم فهذا كفر وردة، أما إذا استهزأ بهم لذواتهم لا لدينهم فهذا لا يكون كفراً.

السؤال: هل بناء المنائر أصل في الشرع؟

الجواب: علامة على المسجد وكذلك المحاريب، لا يزال المسلمون يعملونها.




استمع المزيد من الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي - عنوان الحلقة اسٌتمع
فتاوى منوعة [23] 2300 استماع
فتاوى منوعة [10] 2248 استماع
فتاوى منوعة [17] 2231 استماع
فتاوى منوعة [3] 1897 استماع
فتاوى منوعة [4] 1889 استماع
فتاوى منوعة [26] 1757 استماع
فتاوى منوعة [16] 1709 استماع
فتاوى منوعة [8] 1626 استماع
فتاوى منوعة [12] 1590 استماع
فتاوى منوعة [6] 1498 استماع