التصوف - المنشأ والمصادر

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
ونقل الكلاباذي وعبد السلام الأسمر الفيتوري عن الجنيد أنه سئل عن التصوف , فقال: تصفية القلب من موافقة البرية , ومفارقة الأخلاق الطبيعية , وإخماد الصفات البشرية , ومجانبة الدواعي النفسانية , ومنازلة الصفات الروحانية , والتعلق بالعلوم الحقيقية. وذكر عن سهل بن عبد الله التستري أنه سأله رجل: من أصحب من طوائف الناس؟. فقال: عليك بالصوفية , فإنهم لا يستكثرون , ولا يستنكرون شيئا , ولكل فعل عندهم تأويل , فهم يعذرونك على كل حال. وعن يوسف بن الحسين أنه قال: سألت ذا النون: من أصحب؟ فقال: من لا يملك , ولا ينكر عليك حالا من أحوالك , ولا يتغير بتغيرك وإن كان عظيما , فانك أحوج ما تكون إليه أشد ما كنت تغيرا) (¬1). وذكر الهجويري أن الصوفي هو الفاني عن نفسه , والباقي بالحق قد تحرر من قبضة الطبائع , واتصل بحقيقة الحقائق. ونقل عن الجنيد أنه قال: التصوف نعت أقيم العبد فيه , قيل: نعت للعبد أو نعت للحق؟. فقال نعت الحق حقيقة , ونعت العبد رسما. وعن الشبلي أنه قال: التصوف شرك لأنه صيانة القلب عن الغير , ولا غير) (¬2). وذكر عبد الرحمن الجامي أن الصوفي هو الخارج عن النعوت والرسوم. ونقل عن أبي العباس النهاوندي أنه قال: التصوف بدايته الفقر) (¬3). وذكر العطار عن أبي الحسن الخرقاني أنه قال: (أن التصوف عبارة عن الجسم الميت والقلب المعدوم والروح المحرقة. ¬_________ (¬1) التعرف للكلاباذي ص 34 , 35 , أيضا الوصية الكبرى لعبد السلام الأسمر الفيتوري ص 37 ط مكتبة النجاح طرابلس ليبيا الطبعة الأولى 1396 هـ. (¬2) انظر كشف المحجوب للهجويري ص 231 وما بعد. (¬3) نفحات الأنس للجامي (فارسي) ص 12.