البديع في نقد الشعر

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
وقول الخرنق: لا يبعدن قومي الذينَ همُ ... سمُّ العفاة وآفةُ الجزرِ النازلين بكلِّ معتركٍ ... والطيبينَ معاقدَ الأزرِ أشار إلى أنهم غير زناة. وقول ابن مقبل: هرت الشقاشق ظلامون للجزر أشار إلى فصاحتهم ونحرهم الإبل من غير علة. وقال الأعشى: الواطئينَ على صدورِ نعالهمْ ... يمشونَ في الدفني والأبرادِ أشار إلى تجبرهم وأنهم ملوك. ومثله: كأنَّ أخمصها بالشوكِ منتعلُ. ومنه أن يريد المتكلم شيئاً فيعبر عنه بلفظ غير لفظه كقولهم: فلان نقي الثوب، أي لا عيب فيه، وطاهر الجيب أي ليس بغادر، وطيب الحجزة أي عفيف، ودنس الثوب أي فاجر، وغمر الرداء أي كثير المعروف:، وطرب العنان أي فرس مسرع، ومغلول اليدين أي بخيل، ويقال: كبا زنده، وأفل نجمه، وذهب ريحه، وطفئت جمرته، وأخلف نوؤه، وانكسرت شوكته،