المعجزات والغيبيات بين بصائر التنزيل ودياجير الإنكار والتأويل

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
5- رأي الفخر الرازي: وأما (الفخر الرازي) فهو وإن لم ينتصر لرأي مجاهد ويجنح إليه، إلا أنه لم يجد في قبوله غضاضة، ويجدر بنا أن نلم برأيه لما له من منهج خاص.
فقد قال4: ".
.
قوله {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} ليس بأمر لهم؛ لأنهم ما كانوا قادرين على أن يقلبوا أنفسهم على صورة القردة، بل المراد سرعة التكوين، كقوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُول لهُ كُنْ فَيَكُونُ} (40: النحل) ، وكقوله: {قَالتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} (11: فصلت) ، والمعنى أنه تعالى لم يعجزه ما أراد إنزاله من العقوبة بهؤلاء، بل قال لهم،: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} ، أي لما أراد ذلك بهم صاروا كما أراد.


1 انظر كتاب الحيوان لأبي عثمان بن بحر الجاحظ ج 4 ص 50، وكتاب الحيوان موسوعة كبرى نشرها الأستاذ عبد السلام محمد هارون محققة في سبعة أجزاء كبيرة ط الحلبي القاهرة.
2 انظر الصفحات 51، 56، 60، 61، من الجزء الرابع من الحيوان، والنقل ببعض تصرف.
3 انظر الحيوان ج 4 ص 70.
4 انظر التفسير الكبير (مفاتح الغيب) للفخر الرازي ج 3 ص 110 وما بعدها ط دار الكتب العلمية طهران.