الكامل في اللغة والأدب

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
المجلد الأول باب وصف رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار ... قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأنصار1 في كلام جرى: "إنكم لتكثرون عند الفزع، وتقلون عند الطمع". الفزع في كلام العرب على وجهين: أحدهما ما تستعمله العامة تريد به الذعر، والآخر الاستنجاد والاستصراخ، من ذلك قول سلامة بن جندل: كنا إذا ما أتانا صارخٌ فزعٌ ... كان الصراخ له قرع الظنابيب يقول: إذا أتانا مستغيثٌ كانت إغاثته الجد في نصرته، يقال: قرع لذلك الأمر ظنبوبه إذا جد فيه ولم يفتر، ويشتق من هذا المعنى أن يقع" فزع" في معنى" أغاث" كما قال الكلحبة اليربوعي: 2"قال أبو الحسن: الكلحبة لقبه، واسمه هبيرة، وهو من بني عرين بن يربوع، والنسب إليه عريني، وكثير من الناس يقول: عرني ولا يدري، وعرينة من اليمن: قال جرير يهجو عرين بن يربوع: عرين من عرينة ليس منا ... برئت إلى عرينة من عرين2 فقلت لكأسٍ ألجميها فإنما ... حللت الكثيب من زرود لأفزعا3 يقول: لأغيث. وكأس: اسم جارية، وإنما أمرها بإلجام فرسه ليغيث. والظنبوب: مقدم الساق. __________ 1 جماعة منهم، وهم بنو عبد الأشهل، من ولد عمرو بن مالك بن أوس "وانظر الفائق للزمخشري 274: 2" 2 مابين الرقمين لم يرد في الأصل، وأثبتناه عن ر. 3 زرود: موضع في طريق الحاج من الكوفة. والكثيب: القطعة من الرمل، مستطيلة محدودة.