أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
فإذ قيل: ما فائدة إعادة الكفر في الآية الثانية بقوله تعالى: (وَكُفْرِهِمْ) . بعد قوله: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ. . الآية) ؟ قلنا: لأنه تكرر الكفر منهم فإنهم كفروا بموسى وعيسى ثم بمحمد، فعطف بعض كفرهم على بعض. * * * فإن قيل: اليهود كانوا كافرين بعيسى يسمونه الساحر ابن الساحرة والفاعل ابن الفاعلة، فكيف أقروا أنه رسول الله بقولهم: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ) ؟ قلنا: قالوه على طريق الاستهزاء، كما قال فرعرن: (إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) . * * * فإن قيل: كيف وصفهم بالشك بقوله: (وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ) . ثم وصفهم بالظن بقوله: (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ) . والشك تساوى الطرفين، والظن مرجحاً أحدهما. فكيف يكونون شاكين ظانين، وكيف استثنى الظن من العلم، وليس الظن فرداً من أفراد العلم بل هو قسيمه؟ قلنا: استعمل الظن بمعنى الشك مجازاً لما بينهما من المشابهة في انتقاء الجزم، وأما استثناء الظن من العلم فهو استثناء من غير