معلقة زهير بن أبي سلمى
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
معلقة زهير بن أبي سلمى
أمن أم أوفى دمنةٌ لم تكلم ... بحومانة الدراج فالمتثلم
و دارٌ لها بالرقمتين كأنها ... مراجع وشمٍ في نواشر معصم
بها العين و الآرام يمشين خلفةً ... و أطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وقفت بها من بعد عشرين حجةً ... فلأياً عرفت الدار بعد توهم
أثافي سفعاً في معرس مرجلٍ ... و نؤياً كجذم الحوض لم يتثلم
فلما عرفت الدار لربعها ... ألا انعم صباحاً أيها الربع و اسلم
تبصر خليلي هل ترى من ظعائن ... تحملن بالعلياء من فوق جرثم
علون بأنماط عتاقٍ و كلة ... وراد حواشيها مشاكهة الدم
و فيهن ملهىً للطيف و منظرٌ ... أنيقٌ لعين الناظر المتوسم
بكرن بكوراً و استحرن بسحرة ... فهن و وادي الرس كاليد للفم
جعلن القنان عن يمين و حزنه ... و كم بالقنان من محلٍ و محرم
ظهرن من السوبان ثم جزعنه ... على كل قينيٍ قشيبٍ مفأم
و وركن في السبان يعلون متنه ... عليهن دل الناعم المتنعم
كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حب الفنا لم يحطم
فلما وردن الماء زرقاً جمامه ... وضعن عصي الحاضر المتخيم
سعى ساعيا غيظ بن مرة بعدما ... تبزل ما بين العشيرة بالدم
فأقسمت بالبيت الذي طاف حوله ... رجالٌ بنوه من قريشٍ و جرهمٍ
يميناً لنعم السيدان وجدتما ... على كل حالٍ من سحيل و مبرم