عرف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
عَرْف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب ابن العاقولي وكتابه عَرْف الطيب من أخبار مكة ومدينة الحبيب مقدمة……………د/صلاح الدين شكر الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، والسلام على من اتبع هدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وشرعه واكتفى، وبعد. فمكة المكرمة، والمدينة المنورة هما المدينتان المقدستان والمعظمتان في قلوب المسلمين جميعاً. فمكة: بلد الله الذي اختاره مبؤاً لبيته، وحرماً آمناً تضاعف فيها الحسنات، وجعل الصلاة في حرمها بمئة ألف صلاة، وأوصى بأهلها خيراً، وحقن دم كل من يدخل إلى حرمها حتى الطير والدواب. ولمكة المكرمة مكانة عظيمة وكبرى، ففيها ولد ونشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنها أذاع بيان التوحيد الأول، كما وأنّ لها أهمية كبرى على خريطة الأحداث للأمة العربية، والتاريخ الثقافي للأمة الإسلامية من مبتداه إلى منتهاه، فأي فضل بعد هذا الفضل؟! وأي بلد في أنحاء المعمورة له مثل هذا الفضل؟! أما المدينة المنورة: فهي مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، دار الإيمان، ومَحْضَن المجتمع الإسلامي الأول، ومقر المسجد النبوي الشريف، الذي تشد الرحال إليه وتضاعف الصلاة فيه بألف صلاة، ومثوى جسد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمدينة فيما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه -: «اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة» (1). وقلوب المسلمين في أنحاء المعمورة تهفو وتتطلع لزيارة المدينة المنورة للصلاة في مسجدها والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. ومنذ القدم اهتم المؤرخون وعلماء المسلمين بهاتين المدينتين المقدستين فكتبوا عن كل واحدة منهما مؤلفات مستقلة كما كتبوا مؤلفات تجمع بينهما. __________ (1) أخرجه البخاري ح (1885) ص 329، وأخرجه مسلم ح (466 - 1369) ص 681.