تراجم الشخصيات من موقع ذاكرة الأزهر
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
حسونة النواوى
تاريخ المولد:
1255 هـ - 1839 م
تاريخ الوفاة:
24 شوال 1343 هـ - 17 مايو 1925 م
صفة الشخصية:
شيخ أزهر
اسم الشخصية:
حسونة بن عبدالله النواوى
ألقاب:
الإمام - الشيخ - الحنفى - الأزهرى - الفقيه
نبذة عن الشخصية:
ولد الشيخ حسونة عام 1255هـ/ 1839م بقرية نواى التابعة لمركز ملوي - التي كات تابع في ذلك الوقت لأسيوط وتتبع محافظة المنيا حاليا - وحفظ القرأن الكريم، ثم غادر إلى القاهرة لكي يلتحق بالجامع الأزهر حتى يتم دراسته، وبرع الشيخ فى تلقى العلوم الدينية، ودرس على يد العديد من علماء عصره، ونظراً لذكائه لفت إليه الكثير من أنظار معاصريه، فتم منحه إجازة للتدريس بالأزهر، ثم تولى العديد من المناصب: منها التدريس بجامع محمد على، ثم وكيلاً للشيخ الإنبابي شيخ الأزهر وقتذاك، ثم انتدب عضواً في لجنة إصلاح شئون الأزهر، شغل منصب شيخ الأزهر مرتين الأولى: من سنة 1313هـ/ 1895م حتى 1317هـ/1899م والثانية: من سنة 1324هـ/ 1907م حتى سنة 1327هـ/1909م، وقد عمل على إصلاح الأزهر وتطويره، وكان صاحب الفضل فى إدخال العلوم الحديثة إلى الأزهر، ثم سرعان ما قدم استقالته، وتوفي في 24 شوال 1343 هـ/17 مايو 1925م.
المولد والنشأة:
ولد الشيخ حسونة النواوى عام 1255هـ/ 1839م، بقرية نواي التابعة لمركز ملوي وإليها ينسب، وأتم فى قريته حفظ القرآن الكريم، وذلك قبل أن يقوم برحلته لاستكمال حياته العلمية، فحضر إلى القاهرة ثم التحق بالأزهر الشريف.
الحياة العلمية والثقافية:
رحل الشيخ حسونة إلى القاهرة من أجل أن يكمل دراسته الدينية، فالتحق بالجامع الأزهر، وحضر دروس كبار العلماء، وبخاصة الشيخ الإنبابي، والشيخ عبد الرحمن البحري، والشيخ على الأسيوطى وغيره من كثير من العلماء، ونظراً لحرصه على تلقى العلوم فقد فاق زملاءه وخاصة من هم أكبر منه سناً، فنال اهتمام العلماء واحترامهم نتيجة لذلك، وتم تعيينه مدرساً للفقه بمدرسة الحقوق، كما عين بالإضافة إلى ذلك مدرساً بجامع محمد على.
عاش الشيخ حسونه حياة كريمة، أدى به للمنصب واجبه، وما كاد يتولى المشيخة حتى بادر هو وأعوانه بالدعوة إلى إصلاح الأزهر، ونهض بالعبء الأكبر في هذا الإصلاح الشيخ محمد عبده، ويدور هذا الإصلاح حول محورين رئيسيين: التنظيم المالي والإداري، وإدخال العلوم الحديثة في الأزهر، وقد صدر بهذا الإصلاح قانون شامل في 20 محرم 1314هـ/30 يونيو 1896م.
وقد وقف الشيخ حسونه أمام الحكام مواقف مشرفة، حين تتجاوز سلطاتهم الحق، ففي عام 1316هـ /1899م وقع خلاف كبير بشأن إصلاح المحاكم الشرعية، وعرض على مجلس شورى القوانين (البرلمان) اقتراحا بندب قاضيين من مستشاري محكمة الاستئناف الأهلية، ليشاركا قضاة المحاكم الشرعية العليا في الحكم، فوقف الشيخ حسونة ضد ذلك الاقتراح، وكان الإمام عضوًا في مجلس شورى القوانين، وجرت مناقشة بين الشيخ ورئيس النظار (مجلس الوزراء) مصطفى باشا فهمي، انتهت بأن غادر الشيخ الجلسة غاضبًا محتجًا.
وحاول الخديو عباس حلمي (1892 - 1914م) أن يحمل الشيخ الإمام على قبول الاقتراح بعد تعديله، وتغيير ما يراه مخالفًا للشرع، لكن شيخ الأزهر أصر على موقفه، وقال للخديو: "إن المحكمة الشرعية العليا قائمة مقام المفتي في أكثر أحكامها، ومهما يكن من التغيير في الاقتراح، فإنه لا يخرجه عن مخالفته للشرع؛ لأن شرط تولية المفتي مفقود في قضاة الاستئناف".
وتألم الخديو من صراحة الإمام، وصلابته في الحق، ومواجهته الخطأ بالإصلاح، فأصدر قرارًا بعزله عن منصبه في 24 من المحرم 1317هـ / 5 من يونيو 1899م؛ دون اعتبار لهيبة المنصب، واستهانة بمكانته الرفيعة، وعين في مشيخة الأزهر الشيخ عبد الرحمن قطب النواوي، وهو ابن عم الشيخ حسونة، وولى الشيخ محمد عبده منصب الإفتاء، وكان الشيخ حسونة يجمع بين المنصبين: منصب شيخ الأزهر، ومنصب مفتي الديار المصرية.
وقد أعيد الشيخ حسونة مرة أخرى إلى منصبه في 26 ذي الحجة 1324هـ/ 8 فبراير 1907م؛ بعد أن ظل بعيدًا عنه نحو سبع سنوات، تولى خلالها مشيخة الأزهر أربعة من الشيوخ، واستكمل الشيخ ما كان قد بدأه من إصلاح الأزهر، وتطوير مناهجه الدراسية حتى يصل حاضره بماضيه التليد، فصدر القانون الجديد في سنة (1326 هـ /1908م)، بمقتضاه قسمت العلوم الدراسية إلى ثلاثة أقسام: علوم دينية، وعلوم عربية، وعلوم عقلية، وقسمت الدراسة أيضًا إلى ثلاث مراحل، كل مرحلة أربع سنوات، ولها شهادة تمنح في نهايتها، فالأولى: ابتدائية، والثانية: الشهادة الثانوية، والثالثة: الشهادة العالية، وتعطي لحاملها حق التدريس بالجامع الأزهر، وتولي وظائف الإمامة والخطابة.
ويذكر للشيخ حسونة أنه قام بجمع مكتبات الأزهر، وكانت مبعثرة في المساجد وأروقة الأزهر، وتحتوي على نوادر المخطوطات والكتب، وضمها في مكتبة واحدة، وأعاد نظامها وترتيبها، فأنقذ بهذا العمل ضياع ثروة نادرة من المخطوطات النادرة، وكان الأساس للمكتبة الأزهرية العامرية، التي تعد أضخم مكتبة تضم المخطوطات في مصر بعد دار الكتب المصرية، كما أنشئ في عهده الرواق العباسي، وأصدر قرارا بإلغاء امتحان الحقانية وقصره على امتحان التدريس.
عنايته بتدريس اللغة العربية في الأزهر:
كان مجلس الإدارة في مشيخة الشيخ حسونة النواوي قد نظر في حالة علوم اللغة العربية فوجد أنها متأخرة جدًا، فاقترح أن يطلب من ديوان الأوقاف مبلغًا لترقية التعليم في هذه العلوم، وعرض الطلب على المجلس الأعلى للأوقاف برئاسة الخديو، فوقع من لدن الخديو أحسن وقع، واستحسنه غاية الاستحسان، فأمر بأن يزاد في الميزانية مبلغ مائة جنيه سنويًا لهذا الغرض.
الوظائف التي تولاها:
تولى الشيخ حسونة العديد من الوظائف وهى:
- مدرساً للفقه بجامع محمد على.
- أستاذاً للفقه بمدرستي دار العلوم والحقوق.
- نائباً لشيخ الأزهر الشيخ محمد الإنبابي في 8 جمادى الثانية 1312هـ/ 6 ديسمبر 1894م.
- عضو لجنة إصلاح شئون الأزهر 1312هـ/1895م.
- عضواً في المجلس الأعلى بالمحكمة الشرعية.
- شيخاً للأزهر 8 محرم 1313هـ/ 30 يونيو 1895م.
- مفتياً للديار المصرية 1315هـ/ 1897م.
- عزل عن مشيخة الأزهر 24 محرم 1317هـ/ 3 يونيو 1899م.
- تولى المشيخة مرة أخرى في 26 ذي الحجة 1324هـ/ 9 فبراير 1907م.
- استقال من منصبه 1327هـ/ 1909م.
أهم الأنشطة الاجتماعية والسياسية:
- عندما اندلعت الثورة العرابية قررت حكومتها برئاسة محمد شريف باشا وضع قانون ودستور من الشريعة الإسلامية، وأحيل عمله على قدري باشا ناظر الحقانية، وشكل لذلك لجنة كما شكل لجنة أخرى لإنشاء المحاكم الوطنية، وقطعت اللجنتان شوطًا في تنفيذ مهمتهما، فلما تم الاحتلال البريطاني عام 1882م فرض على مصر القانون الفرنسي الأصول، وحين انتقل قدري باشا إلى رحاب الله وجدت أعمال اللجنتين شبه كاملة، وقام ورثته بتسليم أوراقها إلى الحكومة، وكان بها مشروع قانون للحكومة نقحه الشيخ حسونة النواوي، ووافق عليه الشيخ محمد المهدى العباسي، وقد وافقت الحكومة على المشروع وطبعته تحت اسم " مرشد الحيران لمعرفة أحوال الإنسان " وهو مبوب وفق التقنين العصري، ولو طبق لكفى مصر حاجاتها ولكان طليعة تقنين متطور.
- رفض الشيخ حسونة النواوي التدخل في شئون القضاء الشرعي من الحكومة من خلال صراعه مع رئيس الوزراء مصطفى باشا فهمى حول مناقشة مجلس شورى القوانين ندب قاضيين من مستشارى محكمة الاستئناف ليشاركا قضاة المحكمة الشرعية العليا فى الحكم، ورفض الشيخ لهذا الاقتراح.
ملامح التكريم:
- منحه أساتذته إجازة بالتدريس نظراً لنبوغه المبكر.
- نال كسوة التشريف من الدرجة الثانية فى شعبان 1302هـ/ يونيو 1885م، وذلك نتيجة لتأليفه كتاب سلم المسترشدين.
- نال كسوة التشريف من الدرجة الأولى في 18 رجب 1312هـ/ 14 يناير 1895م.
أهم الإنجازات:
كان للشيخ حسونة إنجازات مهمة وهى:
- قام بتطوير الأزهر وأدخل تدريس العلوم الحديثة به بتكليف من الخديو عباس حلمى الثاني، وبمعاونة صديقه الشيخ محمد عبده، ويمكننا القول بأن أى إصلاح في الأزهر إبان تلك الفترة في تاريخ الأزهر كان نتاجًا لجهد مشترك من هذين العامين الجليلين.
- بني في عهده الرواق العباسي في الجامع الأزهر، وقد احتفل بافتتاحه في 24 شوال 1315هـ/ 17 مارس 1898م.
- استصدر قانون إصلاح الدراسة بالأزهر فى 20 محرم 1314هـ/30 يونيو 1896م.
- صدر في عهده قانون سنة 1326هـ/ 1908م لإصلاح الأزهر.
- أسهم بدور كبير في تعديل مواد قانون سنة 1911 لإصلاح الأزهر، وذلك أثناء مناقشة القانون في مجلس شورى القوانين والجمعية التشريعية التي كان عضوًا بهما.