نظرية الخلافة عند الخوارج

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مكتبة فقه السياسة الشرعية الكتاب الأول نظرية الإمامة عند الخوارج عرض و نقد تأليف الأستاذ حسني محمد العطار غزة 2011 ـــ 2012 الإهداء .
.
إلى .
.
العاملين على إعادة الخلافة الإسلامية وفق منهج أهل السنة و الجماعة .
.
إلى كل من يقبض على الجمر حباً في دينه ووطنه .
.
المقدمة الحمد لله الهادي الناس لما فيه صلاح أمرهم دنيا وآخرة, شريعة وعقيدة, سياسة واقتصاداً وعلاقات اجتماعية، أخلاقاً و قيماً و فكراً, فحققوا بذلك سعادتهم في الدنيا والآخرة.
وأصلي وأسلم على خير من حكم فعدل، وقاد فهدى, بلغ عن ربه أصدق كتاب أنزل و خير دين أرسل وأفضل عقيدة وأقوَمَ منهج، فما غادر الدنيا إلا ونحن على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال، والصلاة والسلام على أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: لا نجانب الحقيقية والصواب لو قلنا إن من أعظم وأخطر القضايا في حياة الإنسان وحياة المجتمعات المتمدينة هي قضية الحكم, بكل متعلقاتها, هذا في الناحية النظرية, وحينما توضع على المحك التطبيقي والعملي فهي أشد صعوبة , وأكثر تعقيداً ووعورة.
هذا على مستوى الإنسانية في عمومها, أما على المستوى الإسلامي الأضيق نطاقاً فإن هذه القضية كانت أولى القضايا التي اختلف عليها المسلمون يوم أن لحق النبي صلى الله عليه و سلم بالرفيق الأعلى, وهي التي أوجدت شرخاً في النسيج الإسلامي الواحد يصعب رتقه.
هذه القضية أخذت من المسلمين الشيء الكثير, وعلى مدار تاريخهم الطويل, أخذت منهم الأنهار الطويلة من الدماء و ما زالت (وأحداث ليبيا واليمن ومصر وتونس وسوريا ليست عنا ببعيد) , وأخذت من النقاش والجدل والمطارحات والاعتراضات والفكر والكتابة الشيء الأكبر.
أوجدت فرقاً, وجماعات, ومذاهب, ومدارس, احتدم بينها الصراع الفكري وما زال محتدماً, نتج عنها من الأحكام الشرعية, والفروقات المذهبية الكثير.