الشرق والغرب المحددات والمؤثرات
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الشرق والغرب: المحددات والمؤثرات
علي بن ابراهيم الحمد النملة
القِسْمُ الأَوَّلُ:
المُنْطَلَقَات
القِسْمُ الثَّانِي:
المُحَدِّدَاتُ
تأليف
التمهيد:
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على سيدنا محمد بن عبدالله, رسول الله, وآله ومن والاه, وبعد؛
فتتعرّض العلاقات بين الشرق والغرب إلى قدر كبير من الشّدِّ والجذب الفكري والديني, منذُ قرون, وقد دارت مساجلات فكرية طاحنة حولها, ونشأت مدارس فكرية وتخصُّصات أكاديمية, وظهر على الساحة مفكرون من الجانبين, نذروا حياتهم وفكرهم لإعمال النظر في هذه العلاقات, نشأةً وتطوُّرًا وتجاذُبًا بين عوامل التقارب والتعايش, أو الفرقة والعزلة والصراع.
ويوظَّفُ النقاش حول هذه العلاقات بحسب الرغبة في الالتقاء, أو تعميق الفجوة بين الشرق والغرب. وقد أسهمت عدةُ محدِّدات في هذا التوَجُّه أو ذاك. ويأتي هذا الكتاب في محاولة لرصد هذه المحدِّدات, التي أثَّرت في وجود شكلٍ من أشكال الحوار بين هذين المفهومين.
وقد وصلتْ إلى سبعةَ عشرَ محدِّدا من محدِّدات العلاقة, بدئًا بالجغرافيا (الجهويَّة), من حيث النظرةُ إلى الجهة, ثم ما تعلَّق بالجهة,وكان فيها محاولة لتحديد مصطلحي الشرق والغرب, مع التوكيد على الاصطلاح الإجرائي, الذي قصد بالشرق الثقافة والفكر, النابعين من العربِ والمسلمين, وقصد بالغرب الثقافةَ والفكر النابعين من الغربيين بمعتقداتهم الغالبة, من حيث تطبيقُها على أرض الواقع الغربي, دون النظر إلى الجهة أو الجغرافيا, ثم عرَّجتْ على بقية المحدِّدات الأخرى, وتوسَّعتْ في بعضها دون بعض, كالاستشراق والاستغراب والتنصير والحوار, بحسب الشعور في الرغبة في التوسُّع لأهمية هذه المحدِّدات, التي جرى فيها توسُّعٌ ملحوظ.