أنت وفلسطين

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
مقدمة إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، إنه من يهدِ الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
.
أما بعد.
.
فما أسهل الكلام وأصعب العمل!.
.
يقول ربنا سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم: "قَالَتِ الأَعْرَابُ: آمَنَّا.
.
قُلْ: لَمْ تُؤْمِنُوا!.
.
وَلَكِنْ قُولُوا: أَسْلَمْنَا.
.
وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ.
.
".
إن كلمة الإيمان سهلة، يقولها الكثير.
.
لكن القليل هو من يُصدِّق هذا القول بالفعل.
.
القليل هو من يعمِّق جذور الإيمان في قلبه عن طريق العمل والجهد والتضحيات.
.
عندما مر المسلمون في الأشهر الأخيرة من عام 2005م بأزمة الإساءة للرسول - صلى الله عليه وسلم - على صفحات بعض الجرائد الدنماركية وغيرها.
.
لمس الجميع عمق حب المسلمين لنبيهم - صلى الله عليه وسلم -.
.
ذلك الحب الذي ترجمته تلك الغضبة العارمة، التي شملت مشارق الارض ومغاربها.
.
حيث نُظِّمت المؤتمرات والندوات والمظاهرات، وظهرت لوائح المقاطعة هنا وهناك.
.
.
ومع كل التقدير لهذه العاطفة وتلك الغضبة.
.
إلا أن هذا النوع من النُصرة العاطفية أمر سهل لا يمكن أن يظهر عمقه في القلب إلا إذا صدَّقه العمل؛ لأن ميدان العمل أصعب دائمًا.
.
فلا تقف حدود نصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند حدود التصريح بحبه وإعلان الغضب له - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن الله في الأصل قد تكفَّل بنصر نبيِّه.
.
بل نصره بالفعل: "إلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ".
وإنما تتجلى نصرة المسلمين الصادقين لرسولهم - صلى الله عليه وسلم - في حُسن اتباع سنَّته، والسير على منهجه، والاهتداء بهديه القويم.