موقف الدول العربية من الحرب العراقية الايرانية

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
موقف الدول العربية من الحرب العراقية – الايرانية 1980 - 1988 م.
د.
سلمى عدنان محمد م.
م.
كوثر غضبان عبد الحسن أ.
صفاء عبد الوهاب المبارك جامعة البصرة – مركز دراسات الخليج العربي قسم الدراسات التاريخية مدخل يعالج البحث موقف بعض الدول العربية من الحرب العراقية – الايرانية وهي سوريا ومصر والاردن وليبيا، وقد اقتصرنا في البحث على دراسة الافكار ووجهات النظر ومدى تأثيرها على موقف بعض العرب من العراق وايران والذي شهد انقساماً واضحاً.
ولم نقدم في البحث دراسة عميقة لأيديولوجيات العراق وايران والدول العربية والتي لايمكن عدها من الناحية الواقعية عاملاً رئيساً ومؤثراً في موقف بعض الدول العربية تجاه الحرب والتبريرات التي صدرت عنها ولكننا من جانب آخر ابرزنا وجهات نظر كبار صناع القرار في تلك الدول وتصريحاتهم وعرضناها بوضوح.
كما اشرنا الى المتغيرات الاساسية التي احدثتها الحرب في المنطقة العربية، كما يهدف البحث ايضاً تحقيق غايات وهي: بيان العلاقات بين غياب الثقة بين معظم الدول العربية وبين عدم الاستقرار الاقليمي الذي يؤثر على الأمن العربي بشكل عام في تحديد العوامل المؤثرة على مواقف الدول العربية تجاه الحرب وتأثيرات الحرب على دور العرب في السياسة الدولية وكذلك توضيح مدى تأثير الأبعاد الآيديولوجية وتوافق المصالح ونمط الأدارة السياسية على استقرار الأتجاه الأمني في المنطقة.
ان اختلاف الاراء في المصادر وتعددها من الصعوبات التي تواجه الباحث، ومع ذلك حاولنا عرض وجهات النظر رغم اختلاف تلك المصادر في اسلوبها وفي مواقفها الايديولوجية مع متابعة موقف بعض الدول العربية من استمرار الحرب والمتغيرات التي تحكمت بها وكيف ان استمرار الحرب كرس سياسة المحاور السياسية التي اثرت في موقف الدول العربية وأضعفت الدور العربي في السياسة الدولية.
لقد وجد النظام الايراني الجديد بقيادة آية الله الخميني ان الدول العربية المجاورة لايران ومنها العراق لاتقبل بنموذج الاسلام السياسي، وترفض فكرة الوحدة الاسلامية والنظام الاسلامي.
وصارت الانظمة الداعمة للنظام الاسلامي معادية للنموذج الاسلامي الشيعي لايران.
كما ان تحدي الأخيرة للنظم السياسية القائمة في الدول العربية وبخاصة النظم الخليجية كانت مثار قلق لأن بعضها على علاقات وطيدة بالولايات المتحدة الامريكية.
كما شعرت ايران من جهة اخرى بالخوف من حكام الدول التي تضم اعداد كبيرة من الشيعة كالعراق.
وفي الوقت الذي ادرك فيه العرب طموحات الشاه سابقاً فأنهم تخوفوا بعد قيام الثورة الايرانية من التعاليم السياسية التي اعدها آية الله الخميني ومن المحاولات التي تبذلها ايران لتصدير الثورة فتغيرت المعادلات فحل محل الخطر الوحدوي العربي الذي كان يهدد ايران خطر اسلامي وعلى وجه التحديد خطر ايراني يهدد الدول العربية.
وقد تكررت دعوة الخميني حول مسألة تصدير الثورة الايرانية وعدها بمثابة سياسة لنظامه الجديد.
وقد اعلنت هذه المسألة في 21 آذار 1983 في تصريح للخميني جاء فيه " يجب تصدير ثورتنا الى الاقسام الاخرى من العالم ونتنازل عن مفهوم حصر الثورة في حدودنا " (1) ومن الجدير بالذكر ان ايران رغبت في تغيير الواقع ليس في العراق فحسب بل على المستوى الاقليمي لذا كان العراق مجالها الحيوي الاول، فعززت هذه الاتجاهات، خلافات البلدين القديمة