تقنيات تشخيص وتقويم البناء المعرفي

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
تقنيات تشخيص وتقويم البناء المعرفي المرتبطة بمنظومة القيم لدى المتعلمين السعيد الزاهري (بحث مشترك) (1) وحدة التكوين و البحث في البيداغوجية الجامعية كلية العلوم بنمسيك، الدار البيضاء- المغرب تقديم من المعلوم أن الهدف الرئيسي للتربية على القيم الإسلامية هو خلق تحول في تصورات ووجدان المتعلمين في الاتجاه الايجابي الذي يعزز حضور هذه القيم في سلوكاتهم اليومية، ويعزز الثقة لديهم، و يجعلهم يحسون بالاطمئنان أكثر لاختياراتهم في الحياة مادام بناءها قائم على أسس سلمية تتمثل في: - مفاهيم صحيحة وواضحة تتشكل في عقل المسلم بمناهج دقيقة ومنتظمة وواعية.
- تصورات ناضجة عن الكون والحياة ناتجة عن تلكم المفاهيم - وجدان متفاعل ومتوازن يدفع إلى الخير حيث كان ويلجم عن الشر - تمثل وسطي ومعتدل لقيم الإسلام وأحكامه مبادئه حكمة بالغة في التواصل مع الآخرين لإقناعهم بقيم الإسلام ومبادئه فالبناء المعرفي ( structure cognitive) السليم للمفاهيم يؤدي إلى تكوين تصور سليم ينبني عليه اقتناع يتحول إلى سلوك إيجابي يستطيع صاحبه أن يدافع عنه ويدعو إليه بقوة الحجة والمنطق.
فكيف يمكن تشخيص هذا البناء من أجل تقويم منظومة من القيم الإسلامية لدى المتعلمين؟ ذلك ما سيجيب عنه هذا العرض من خلال التعرف على الإطار النظري الذي ترتكز عليه تقنيات التشخيص، و تحديد بعض المفاهيم الأساسية.
فتقديم التقنيات وإعطاء نماذج تطبيقية لها.
1 - الإطار النظري يعتبر المنظور المعرفي للتعلم ( cognitivism) المدخل النظري الأساس لتقنيات تشخيص البناء المعرفي, ويركز هذا المنظور على التنقيب عما يحدث في دماغ المتعلم من كيفية اكتسابه للمعرفة وتنظيمها وتخزينها في ذاكرته, وكيفية استخدامه لهذه المعرفة في تحقيق مزيد من التعلم والتفكير.
و من أهم النظريات التي تعكس المنظور المعرفي للتعلم نظرية التمثيل للتعلم المعرفي ( Ausubel's Assimilation theory) ومنظرها ديفيد أوزوبل ( David Ausubel, 1963).
_ يعتبر أوزوبل أحد منظري الرؤية البنائية ومن الذين أسهموا بشكل فعال في بلورة معالم الفكر البنائي.
وتقوم نظريته على ما أسماه بالتعلم ذي معنى ( Meaningful Learning).
والذي يحدث عندما تتفاعل المعلومات الجديدة مع المعلومات القبلية prior Knowledge لينتج عن ذلك تغيير إيجابي في البناء المعرفي للمتعلم.
وهذا يعني أن هذه النظرية تقوم على متغير أساس وهو المعلومات السابقة أو القبيلة أو الأولية لدى الفرد.
وقد بسّط ج.
نوفاك J.
Novak (1976) هذه النظرية في الشكل 1.


(1) محمد طالبي-أحمد بنعمارة- محمد الراضي - محمد خالدي – سعيد بلمختار