رد شبهة تعطيل النص الشرعي لتحقيق المصلحة

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
رد شبهة تعطيل النص الشرعي لتحقيق المصلحة إعداد د/ جيهان الطاهر محمد عبد الحليم الأستاذ المساعد بجامعة حائل – كلية التربية – بنات – قسم الثقافة الإسلامية- تخصص فقه وأصوله 1433 هـ - 2012م - المُقَدِّمة - الحمد لله الذي شرع للعباد ما ينفعهم في دنياهم، أحمده على إكمال دينه وإتمام نعمته، ورضاه الإسلام لنا دينا، وأشهد أن لا إله إلا الله، أخبر أنه لو اتبع الحق أهواء من في السماوات والأرض لفسدتا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، المبعوث بالملة الحنيفية السمحة، صلى الله عليه وعلى أصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا. وبعد: فإنه لما كانت الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمانَ، ومكان، ومن ثم فإنها قَدْ تناولت جميع الأحكام. فهذا بحث يتناول موضوعاً يهم المسلمين جميعاً؛ لأن المصلحة مما تضاربت أقوال الناس فيه، فحاولوا هدم الشريعة كلها نظرا لما يزعمونه من المصالح، فخالفوا النصوص الكثيرة الناهية عن إتباع الهوى قال تعالي:" وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ " (القصص: 50) وقال سبحانه:" وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ " (الكهف: 28). فهذا المنهج منهج ضال يخالف منهج أهل الإيمان الذين يستمعون جميع الأقوال ثم يقارنون بينها ويتبعون أحسنها، فكانوا بذلك هم أولو الألباب وأصحاب الإيمان. فحيثما تحققت المصلحة، فيجب العمل علي جلبها ورعايتها، وحيثما تحققت المفسدة فيجب العمل علي دفعها وسد أبوابها، وإن لم يكن في ذلك نص خاص. فحسبنا النصوص العامة الواردة في الحث علي الصلاح والإصلاح والنفع والخير. ولقد دأب دعاة التغريب والعلمانية علي افتعال خصام موهوم بين شريعة الإسلام ومصالح العباد، و لم يدركوا عظمة الشريعة الإسلامية، وحكمتها البالغة. فالشريعة الإسلامية قد تضمنت حفظ المصالح من جميع الأنواع وفي جميع المراتب.