مظاهر التعدي على النص الشرعي من قبل أتباع الفرق المبتدعة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
مظاهر التعدي على النص الشرعي من قبل أتباع الفرق المبتدعة بحث مقدم لمؤتمر النص الشرعي بين الأصالة والمعاصرة د.
عطاالله المعايطة – الجامعة الاردنية – كلية الشريعة بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى اله وصحبه اجمعين أما بعد: فان الصراع بين أهل الحق والباطل قديم منذ خلق الله ادم عليه السلام ومنذ أعلن إبليس العداء الدائم له ولذريته المؤمنة، وتأسس هذا النهج واستمرت ناره مشتعلة في وجه كل دعوات الأنبياء والرسل ترفض النصوص الإلهية وتعاديها من نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم.
ولعل أهم أسباب الافتراق العقدي بين أتباع الرسل جميعا هو معاداة النصوص الالهية وحرفها عن مسارها الصحيح الذي أراده الله تعالى واصَلته الرسل الكرام عليهم السلام قال الله تعالى: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ (4)} البينة: 4ومن هنا نشأت الفرقة العقدية التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم في اليهودية والنصرانية وأمة الإسلام حين قال: (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار) قيل يا رسول الله ومن هي؟ قال: (الجماعة) [1] وقد تعرضت الامة الاسلامية بكتابها الخاتم وسنة نبيها، لموجة مستعرة من العداء لنصوصها، من ارباب الشرك في مكة عندما حاول المشركون جهدهم لإيجاد منهج فكري معين يعارضون فيه النص الالهي كما فعل النطر بن الحارث، قال ابن جريج في قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا} قال: كان النضر بن الحارث يختلف تاجرا إلى فارس فيمر بالعُباد وهم يقرأون الإنجيل ويركعون ويسجدون فجاء مكة فوجد محمدا صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه وهو يركع ويسجد فقال النضر: {قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا!} للذي سمع من العَباد فنزلت: {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا} [2] واستعانت قريش مبكرا في اليهود وذهبوا الى المدينة ورجعوا في الاسئلة التي احتوتها سورة الكهف روى ابن اسحاق قال: أرسلت قريش النضر بن الحارث وابن أبي معيط إلى