رسالة في جواز النسخ للجوهري

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
لرسالة في جواز وقوع النسخ تأليف إسماعيل بن غنيم الجوهري تحقيق الدكتور جميل عبد الله عويضة 1430هـ / 2009 م بسم الله الرحمن الرحيم ... الحمد لله الذي شرّف الإسلام على جميع الملل ، ونسخ به جميع الشرائع الأُول ، وكبت به أعداءه أهل الزيغ والزلل ، أوعد الكافرين بالخلود الدائم في النار ، وعذّبهم في الدنيا بالقتل العاجل ، أو إعطاء الجزية على التزام الذلّة والصغار ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، شهادة عبد لربه اوَّاب ، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ، الذي أفحم بما أتاه مِن الآيات البيِّنات المعاند والمرتاب ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، ومَنْ عمل عملهم من أُلي الألباب ، وبعد .... ... فقد احتوت الشريعة المحمدية على محاسن قد قام التواتر على إثباتها ، والدليل العقلي على قبولها ، وقد أعرض عنها كثير من الحمقى، مع أنها ثمرة اشتغالهم بالعلوم ، التي من جملتها علم الأصول ، وربما توهم أنّ علم الأصول لا فائدة فيه الآن ؛ لفقد المجتهدين ، وترك استحضار ما يقوم به أعداء الدين من كلّ تواتر لا يُذكر ، ودليل عقلي لا يُستر/ وكان لتهاونه بالدين عنده 3 ب المِلَل متساوية ، وربما صاحب أهل الكتاب ، وترك كتاب الله بما فيه ـ مما لو أُنزل على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله عز وجل ـ وراء ظهره كأنه لا يعلم ، يسمع آيات الله تُتلى عليه ثم يُصرّ مستكبرا كأنه لم يسمعها ، كأن في أُذنيه وقرا ، فبشره بعذاب أليم . وكان مما ينبغي استحضاره إقامة الدليل على جواز النسخ ، ووقوعه ؛ لأنه من جملة محاسن الشريعة التي قام التواتر والدليل العقلي على إثباتها وقبولها ، وهذا أوان الشروع في بسط هذا الدليل ، فأقول :