لمحة عن مجالات الخلاف وضوابطه
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
لمحة عن مجالات الخلاف وضوابطه
بين علماء المسلمين
د. محمد المختار ولد ابّاه
الخلاف والاختلاف
يبدو أن أكثر العلماء اعتبروا مصطلحي، الخلاف والاختلاف من باب الترادف، فتحدث الإمام الشافعي في كتابه:>الأم< عن الخلاف بين الإمام مالك وابن أبي ليلى، كما تحدث أيضا ًعن الخلاف مع الأوزاعي.
كما نرى بعد ذلك أن مصطلح الخلاف استمر لهذه الدلالة حتى أن القاضي عبد الوهاب البغدادي، كتب أو سمى كتابه: > الإشراف في مسائل الخلاف<، فاصطلح على ما يجري بين الأئمة في أقوال متباينة بمسائل الخلاف العالي.
أما مصطلح الاختلاف فهو الذي استعمله الطحاوي في مصنفه بنفس المعنى الذي ذكرنا آنفاً، ولكن قد يكون من المناسب أن نبين بعض الفروق الدقيقة بين المصطلحَيْن، ففي الذكر الحكيم تلاحظ أن الاختلاف قد يرد لمعنيين اثنين، أحدهما التنوع، والآخر الاضطراب، فمن باب التنوع نقرأ قوله تعالى: {ومن آياته خَلْقُ السماواتِ والأرض ِ واختلافُ ألسنتكم وألوانكم}. (سورة الروم، من الآية:21) ونذكر قوله تعالى: {ومن الجبال جُدََدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌٌ مختلفٌ ألوانُها}. (سورة فاطر، من الآية: 27) فالمعنى هنا ظاهر في التباين دون التعارض، فهو في الناس والأرض يقول الشاعر.
أما دلالة الاختلاف على الاضطراب فتتمثل في قوله تعالى: {ولو كان من عندِ غيرِ الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراًً}. ( سورة النساء، من الآية: 82 ) وقريب من هذا المعنى النهي الوارد للأمة عن الاختلاف والتفرقة المؤدية إلى الشقاق، مصداقاً لقوله تعالى : {وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاقٍ بعيد} ( سورة البقرة، من الآية : 176 ). ( الاختلاف) و ( الخلاف) متحدان، فيمكن القول بأن الاختلاف يأتي نتيجة للخلاف، ولعل هذا هو الفرق الدقيق الذي يمكن أن يلاحظ بين المصطلحين.
مجالات الخلاف عند العلماء