تعليقات أصولية حديثية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
تعليقات أصولية حديثية
على المرشد المعين على الضروري من علوم الدين
المشهور بـ" ابن عاشر "
جمع وترتيب:فرج حسن البوسيفي
بسم الله الرحمن الرحيم
رب سير وأعن
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله، اللهم عرفنا قدره، وعمِّر أوقاتنا وشرفها بالصلاة والسلام عليه.
وبعد: فهذه فوائد انتخبتها لكتابي "الدليل المباشر على متن ابن عاشر"، وهذه التعليقات التقطها من كتاب مفتاح الوصول، للشريف التلمساني، وكتاب انتصار الفقير السالك، لترجيح مذهب الإمام مالك، لشمس الدين محمد بن محمد الراعي الأندلسي رحمهما الله تعالى.وغيرها من الكتب، واعتمدت على الأول، وطريقتي في هذه الفوائد أن جمعت الأشباه والنظائر من المسائل المبعثرة ضمن قواعد شتى، وأدرجتها تحت الأبيات المعنية من النظم المذكور، أعني متن ابن عاشر رحمه الله.
والله يقبله بفضله آمين
كتاب الطهارة
فصل وتحصل الطهارة بما من التغير بشيء سلما
(قوله: من التغيير بشيء سلما) وأما قول ( في نبيذ التمر: ثمرة طيبة وماء طهور، فالجواب أنه من اللفظ المحتمل للتركيب، أي مجموع من ثمرة طيبة ومن ماء طهور، لا أنه بعد المزج والتركيب يصدق عليه أنه ثمرة طيبة، وأنه ماء طهور، ألا ترى أن الخمسة تركبت من زوج وفرد، أي من اثنين وثلاثة، ولا يصدق كل واحد منهما بانفراده على الخمسة، إذ لا يصدق على الخمسة أنها زوج، وكما تقول في المزّ، إنه حلو حامض، فإنه يصدق هذا الكلام على المز، ولا يصدق عليه أنه حلو وحده، ولا أنه حامض وحده، فثبت أن اللفظ قد يصدق حالة التركيب على معني لا يصدق عليه حالة التفصيل، فمن الجائز أن يكون قوله ( "ثمرة طيبة وماء طهور" مما يصدق مجموعاً ولا يصدق مفردا، ولا يتم الاستدلال به إلا إذا كان يصدق مفرداً.
والحنفية يردون علينا بأن النبي توضأ به، وأن الحديث المراد به التفصيل لا التركيب.