شرح منظومة القواعد والأصول لابن عثيمين
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
شَرحُ منظومةِ القَواعِدَ والأُصُولِ
للعلامة ابن عُثيمين رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال المؤلف -حفظه الله تعالى-:
الحمد لله المعيد المبدي ... معطي النوال كل من يستجدي
مثبت الأحكام بالأصولِ ... معين من يصبو إلى الوصولِ
ثم الصلاة مع سلام قد أتم ... على الذي أعطي جوامع الكلم
محمد مبعوث رحمة الورى ... وخير هاد لجميع من درى
وبعد فالعلم بحور زاخره ... لن يبلغ الكادح فيه آخره
لكن في أصوله تسهيلا ... لنيله فاحرص تجد سبيلا
واغتنم القواعد الأصولا ... فمن تفته يحُرم الوصولا
وهاك من هذي الأصول جملا ... أرجو بها عال الجنان نزلا
قواعد من قول أهل العلم ... وليس لي فيها سوى ذا النظم
---
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكان- صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين فلا نبي بعده، ولكن العلماء الذين ورثوا سنته كانوا خلفائه في أمته، فإنه -صلى الله عليه وسلم- كسائر إخوانه المرسلين والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر من إرث النبيين.
ولا ريب أن من شروط صحة العبادة وقبولها، بل الشرط الأساس لصحة العبادة وقبولها أن تكون مبنية على الإخلاص لله، وعلى اتباع رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-.