الحيل الفقهية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الحيل الفقهية أ. محمد غرم الله الفقيه الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد، فالله تعالى أكرم الإنسان بالعقل، فيه شرف وبه ساد على الأرض وتميز عن سائر المخلوقات فيها، مع أن بعضها يفوقه حجما وقوة، لكن بعقله الذي وهبه الله إياه استطاع أن يكون هو الأقوى والمتمكن في أكثر مقدرات الأرض. ولا يقف أمامه العسير إلا استخدم الحيلة في إزالته، ولا صعب إلا ما استخدم الحيلة في الحصول عليه، على أن هذه القدرة العقلية ربما وجهت نحو الشر فاستخدم الحيلة فيما يضر به غيره، ويحقق به مصالحه الشخصية. والأدهى من ذلك لو حاول استخدام الحيلة في التلاعب بالشرع , فيبقى صورة الشرع على مظهرها بينما يتلاعب في المعنى ليحصل على ما يريد من مطامع، فيحصل على الحرام بصورة الحلال، لذلك وردت آيات وأحاديث تحذر م مثل هذا التلاعب، وتبين عقوبة صاحبه عند الله تعالى، كما أن علماء الإسلام وقفوا أمام هذه الحيل وعدّوها وحذروا منها، وسنحاول في هذا البحث الموجز توضيح المقصود بالحيل وحكمها وبعض نماذج منها. تعريف الحيل: الحيل في اللغة: جمع حيلة، وهي اسم من الاحتيال. ومعناها: " الحذق وجودة النظر والقدرة على التصرف في الأمور والتخلص من المعضلات "(1). قال ابن القيم: ثم غلب عليها بالعرف استعمالها في سلوك الطرق الخفية التي يتوصل بها الرجل إلى حصول غرضه، بحيث لا يتفطن له إلا بنوع من الذكاء والفطنة ؛ فهذا أخص من موضوعها في أصل اللغة، وسواء كان المقصود أمراً جائزاً أو محرما . وأخص من هذا استعمالها في التوصل إلى الغرض الممنوع منه شرعاً أو عقلاً أو عادةً، فهذا هو الغالب عليها في عرف الناس، فإنهم يقولون: فلان من أرباب الحيل، ولا تعاملوه فانه متحايل، وفلان يعلم الناس الحيل. وهذا من استعمال المطلق في بعض أنواعه كالدابة والحيوان وغيرها(2) . 1هـ