الإقليد في فتاوى التمذهب والاجتهاد والتقليد
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الإقليد
في فتاوى التمذهب والاجتهاد والتقليد
بقلم
فهد بن عبد الله الحزمي
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد
فهذه رسالة لطيفة ذكرت فيها جملة طيبة من الأسئلة التي وردتني والمتعلقة بالتمذهب والاجتهاد والتقليد.
والتي كثيرا ما يلتبس بعضها على طلبة العلم، فأرجو من قارئ هذه الرسالة أن يخصني بدعوة تكون لي رحمة وبركة، والله المستعان.
س- أي المذاهب أقرب على الدليل؟
ج- الحمد لله رب العالمين وبعد، فمن فضل الله عز وجل على الأمة أنه لم يجمعها في قضاياها الفقهية على قول واحد وإلا لشق الأمر على الكثيرين، ولو كان في جمعها على قول واحد في كل جزئية خير وفلاح ونجاح وعصمة لجعل الله الأمر كذلك ولأنزل من النصوص البينات ما لا يستطيع أحد المجادلة فيها.
وقد ظهر في تاريخنا الفقهي والعلمي أسماء لامعة أسست لمدارس فقهية مشهورة اندثر بعضها واستمر بعضها.
وقد كتب الاستمرار أربعة مذاهب: الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي.
أما المذاهب المندثرة فالإسحاقية نسبة لإسحق بن راهوية، ومذهب ابن جرير الطبري، والظاهرية ومؤسسه داود الظاهري وغيرها.
وقد تعاظمت المذاهب الأربعة عبر القرون وانتشرت في البلدان تبعا لحكامها أو لوجود مشايخ ينتمون إلى مدرسة معينة، وتولد عن هذا الانتشار التزاحم بين المذاهب والاحتكاك بين الأتباع وظهر التقليد وفشى، وتولدت العصبية المذهبية وأصبح كل صاحب مذهب ينظر إلى مذهبه على أنه الحق الواجب الاتباع، وأن إمامه هو إمام الهدى، ومن أمثلة ذلك أن بعض الشافعية ألف رسالة سماها "مغيث الخلق إلى المذهب الحق" وينسبها بعضهم إلى إمام الحرمين أبي المعالي الجويني، وقد احتوت هذه الرسالة على ترجيح المذهب الشافعي على غيره، وأن الواجب على العامة اتباع هذا المذهب ونبذ غيره من المذاهب، لأنها احتوت على أصول وفروع تخالف الشرع.