الإسناد عند المحدثين .. الدلالة، التاريخ، المنهج

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
الإسناد عند المحدثين .
.
الدلالة ، التاريخ ، المنهج رضا أحمد صمدي تمهيد: لا يبدو لنا جليا بداية التاريخ الدلالي لكلمة الإسناد ومتى ابتدأ أول استعمال لهذا الاصطلاح؟ لكن إطلاق كلمة الإسناد -الذي هو مصدر أسند- على سلسلة رواة الخبر يشير إلى تطور اصطلاحي منهجي في نقل الكلمة من معنى لغوي حقيقي إلى معنى عرفي لم يكن شائعا ليصبح لغة يعرفها الصغير والكبير بل الجاهل والعالم.
ولن نهتم كثيرا بالبحث الدلالي لكلمة الإسناد بقدر ما سنعتني – إن شاء الله – بالبحث التاريخي لنشأة الإسناد وتطوره تنظيرا وتطبيقا.
فنظرية الإسناد هي من أهم نظريات النقد عند المحدثين وسنطيل النفس في تنظير هذه القضية ولم شتات ما قيل فيها إن شاء الله تعالى.
ونبدأ بتأريخ الإسناد وتأصيله شرعا ثم نعرج بتأريخ نهاية تطبيق الإسناد كآلية لنقل ورواية الأحاديث.
البداية والنهاية نشأة الإسناد حول تاريخ نشأة الإسناد تبرز نظريتان شهيرتان في الأوساط العلمية، سأحاول عرضهما ثم مناقشتهما وترجيح ما تقتضيه الوثائق والنصوص المعتمدة.
النظرية الأولى: الاختلاق مضمون هذه النظرية أن أكبر جزء من الأسانيد في كتب الحديث اعتباطي وأن الأسانيد بدأت بشكل بدائي ووصلت إلى كمالها في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري… وأن الأسانيد كانت تلصق بأدنى اعتناء.
(1) وتَزَعَّم هذه النظرية وروج لها فذاعت في أوساط المستشرقين بل في الوسط العلمي العربي بأسره المستشرقُ "شاخت" حيث زعم أنه درس أسانيد كتب السيرة والفقه وتوصل من خلال دراساته إلى نظرية سماها "القذف الخلفي" أو : Projecting Bac وأن هذه النظرية هي التي أدته إلى اكتشاف تاريخ اختلاق الإسناد.


(1) - دراسات في الحديث النبوي محمد الأعظمي (2/422).