شرح وتعليق على جزء من المدخل إلى الصحيح للحاكم أبي عبدالله

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد: فقد رأيت أن أفصل الباب الثامن من المدخل إلى الصحيح للحاكم أبي عبدالله مع تعليقاتي عليه لما فيه من النفع لطلاب العلم ولما تضمنته التعليقات من توضيح لمنهج الإمام مسلم ودفع بعض الشبهات حول ترتيبه.
أسأل الله أن ينفع به طلاب العلم وخاصة المهتمين بحديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وما يخدمه من العلوم الإسلاميّة.
كتبه ربيع بن هادي عمير المدخلي في 9/8/1422هـ بسم الله الرحمن الرحيم .
.
.
[ أخبرنا ابن حمشاذ العدل الإسماعيلي(1) بن إسحاق القاضي ] وأبو يحيى الناقد، قالا: أنا إبراهيم بن حمزة / الزبيري ، أنا عبدالعزيز بن محمد ، عن حميد عن الحسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا والآخرة".
فأقول - وبالله التوفيق - إن الإمامين الفاضلين المقدمين أبا عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري وأبا الحسين مسلم بن الحجاج سعيا في طلب العلم ورحلا وجالا وصنفا وذاكرا أئمة عصرهما وطلب كل واحد منهما شرطه في الصحيح في حداثة سنه .
فقد حدثونا عن محمد بن إسماعيل أنه قال : كنا على باب إسحاق ابن إبراهيم بنيسابور فسمعت أصحابنا يقولون لو جمع جامع مختصر صحيح تعرف به الآثار فأخذت في جمع هذا الكتاب .
وحدثونا عن محمد بن عبدالوهاب قال سمعت الحسين بن منصور يقول : قال إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ونظر إلى مسلم بن الحجاج فقال مرداكان بوذ(2) .
فرضي الله عن إسحاق ، لقد أصابت فراسته الذكية فيهما .
أما محاسن هذين الإمامين وفضائلهما فإنها أكثر من أن يحتمل ذكرها هذا الموضع ، وقد أخرجت المنقول إلينا من فضائلهما عند ذكرهما في أهل تاريخ نيسابور.
والغرض في هذا الموضع الذب عنهما فيما عيب على كل واحد منهما من إخراج جماعة ممن تقدم ذكري لهم في المسندين الصحيحين .
ــــــــــــــ (