اهتمام المحدثين بالسنة المطهرة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
اهتمام المحدثين بالسنة المطهرة بقلم الأستاذ الدكتور الخشوعى الخشوعى محمد الخشوعى أستاذ الحديث بجامعة الأزهر وعضو هيئة علماء الجمعية 2003 تقديم إن الحمد لله، والاستعانة والتوفيق من الله، والتوجه إلى الله، والقدوة فى مسيرتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتصام بحبل الله وبسنة رسوله ومجتباه صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.
.
فلما كان المنهج الذى تسير عليه الجمعية الشرعية مستمدًا من كتاب الله وسنة رسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله، كان من أهم ما ينبغى العناية به دراسة الحديث النبوى، باعتباره التطبيق العملى لمراد الله من خلقه.
.
ولقد كانت الأمة المسلمة على مستوى المسئولية فى التوثيق والتحقيق والاهتمام بالتأكد من صحة النسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبذلوا جهودًا جبارة – شهد بها العدو قبل الصديق – فى التحرى عن ضبط الرواة وعدالتهم.
.
وعن عرض ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما جاء به كتاب الله، فكان المتن والإسناد محل البحث والتدقيق، وقام بهذا الجهد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فأفنوا أعمارهم فى خدمة الحديث وتمييز الطيب من الخبيث، واستخلصوا المتواتر والصحيح، وردوا شبهات المغرضين، وكشفوا عمل الوضاعين، فكانوا جنودًا لله حفظ بهم السنة، كما حفظ القرآن الكريم بمن اصطفاهم فأورثهم كتابه، وتحقق وعد الله بحفظ وحيه الخاتم حيث قال: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ، والذكر هنا هو القرآن الكريم، وما بين هذا القرآن من كلام سيد الأنام الذى { مَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى?* إِن هُوَ إِلاَّ وَحىٌ يُوحَى } .