الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومسنده

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
الإمام أحمد بن حنبل الشيباني ومسنده أحمد بن عبدالرحمن بن سليمان الصويان أحمد بن حنبل (164 – 241هـ) أحد الأئمة الأعلام، ومن الأفذاذ الذين قلَّما يجود الزمان بمثلهم.
أحاط بالمجد من جميع أطرافه، وبرز في كثير من العلوم، فهو عند المحدِّثين: إمامهم، وعند الفقهاء: سيدهم، وعند الحفاظ: أميرهم، وعند الشجعان: رائدهم، وعند الثابتين على الحق: قائدهم .
الوضع القائم في عصره: عاش الإمام أحمد بن حنبل في عصر استقرت الأمور فيه للدولة العبَّاسية، التي ظهر فيها بشكلٍ جلي اعتماد الولاة على العناصر الأعجمية، لتثبيت حكمهم.
فاعتمد المأمون على الفرس، والمعتصم على الترك.
حتى بدأ الضعف يطغى شيئاً فشيئاً على الدولة العباسية.
ومن الملامح العامَّة التي تُميِّز المدة التي عاشها الإمام أحمد: 1- البدء في ترجمة الكتب الفلسفية من يونانية، ورومانية، وفارسية، وهندية، بدعم من الولاة.
2- نتج من جراء هذا: انتشار البدع في عقائد الناس، وعباداتهم بشكل سريع.
3- انتشرت الرافضة والمعتزلة، ودعم الولاة المذهب الاعتزالي خاصة، والقول بخلق القرآن.
وأصاب المسلمين محنةً وبلاء.
4- الطغيان الماديّ الجامح، ليس في قصور الولاة والأمراء فحسب، بل حتى عند عامة الناس.
هذه بعض الملامح الرئيسية التي تميز البيئة التي عاش فيها الإمام أحمد بن حنبل.
ويلخص لنا المقريزيّ رحمه الله تعالى الآثار الناتجة من ترجمة كتب الفلسفة فيقول: "وبتعريب المأمون لكتب الفلسفة انتشرت مذاهب الفلاسفة في الناس، واشتهرت مذاهب الفرق من: القدرية والجهمية والمعتزلة والأشعرية والكرامية والخوارج والروافض والقرامطة والباطنية، حتى ملأت الأرض، وما منهم إلا من نظر في الفلسفة، وسلك من طرقها ما وقع عليه اختياره، فانجر بذلك على الإسلام وأهله من علوم الفلاسفة ما لا يوصف من البلاء والمحنة في الدين.
أ هـ" .