الإعلام بالكتب المصنفة في احاديث الأاحكام

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
الإعلام بالكتب المؤلفة في أحاديث الأحكام جمع أبي يعلى البيضاوي عفا الله عنه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد : اعلم - رحمك الله – أن [ من أهم أنواع العلوم تحقيق معرفة الأحاديث النبوية، أعني: معرفة متونها, وأسانيدها, وما يتعلق بهما، ودليل ذلك أن شرعنا مبنيٌ على الكتاب العزيز, والسنن المروية، وعلى السنن مدار أكثر الأحكام الفقهية, لأن أكثر الآيات الفروعية مجملة, وبيانها في السنن، قال الله تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ }(النحل: من الآية44) وقد اتفق العلماء: على أن من شرط المجتهد من القاضي والمفتي أن يكون عالما بالأحاديث المتعلقة بالأحكام، فثبت أن الاشتغال بالحديث متأكد, وأنه من أفضل أنواع الخيرات، و آكد القربات ] (1) وقد كان الإهتمام بأحاديث الأحكام والحرص على جمعها, وتطلبها, والتعرف عليها غاية الفقهاء المجتهدين , وطلبة العلماء الراسخين, فهذا الإمام (أبو عبد الله الشافعي) المتوفى سنة 204 هـ يقول : تطلبت أحاديث الأحكام فوجدتها كلها سوى ثلاثين حديثا عند مالك, ووجدتها كلها سوى ستة أحاديث عند ابن عيينة اهـ, نقله (الذهبي) في (تاريخ الإسلام))(1\1461) وتظهر أهمية العلم بهذا النوع من الأحاديث إذا علمت أن العلماء قد جعلوا من شروط الفقيه المجتهد المطلق أن يكون عالما بها, عارفا بمواضعها, حتى يستطيع استنباط الأحكام الشرعية, وتنزيلها على الوقائع والحوادث قال (أبو حامد الغزالي) : ويكفيه [ أي المجتهد ] أن يكون عنده أصل مصحح لجميع أحاديث الأحكام, ((كسنن أبي داود)), و((معرفة السنن)) للبيهقي, أو أصل وقعت العناية فيه لجميع أحاديث الأحكام, و يكفي منه معرفة مواقع كل باب, فيراجعه وقت الحاجة اهـ ذكره (السبكي) في((الإبهاج))(3\254(

(1) - ((الرسالة المستطرفة))(ص219)