منهج الإمام ابن الجارود النيسابوري في كتابه " المنتقى "
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
منهج الإمام ابن الجارود النيسابوري
( ت 307 هـ )
في كتابه " المنتقى "
د. عاصم بن عبد الله القريوتي
أستاذ مشارك بقسم السنة وعلومها
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه . وبعد :
فإن السنة النبوية حظيت بعناية الأمة الإسلامية بها عناية فائقة في جوانب متعددة ، بين تصنيف فيها و في رواتها ، و في قواعد الجرح و التعديل و علل الأحاديث ، و غير ذلك مما لا يوجد في أمة من الأمم و لا في ديانة من الديانات غيرها ، وغدا الإسناد من الدين ، و من خصائص الأمة المحمدية المباركة(¬1) .
و لما كان كتاب " المنتقى " للإمام الناقد ابن الجارود واحداً من تلك الجهود العظيمة المباركة ، و لكونه عُدّ من أعلى درجات الكتب الصحاح ، حيث عده الإمام ابن حزم أولى الكتب بالتعظيم بعد الصحيحين(¬2)، ولعناية العلماء به ، رأيت الكتابة حول منهجه في كتابه ليتجلى للناظر مكانته ، و لتعظم الاستفادة منه .
و أما الإمام ابن الجارود مع علو مكانته و رسوخ منزلته في علم الحديث ، و ما لكتابه من أهمية و عناية فلم يحظ بترجمة واسعة ، تبين عن جوانب
حول ولادته و نشأته و رحلاته و طلبه للعلم ، بل لا تكاد تجد ترجمته و ما يتعلق
بها - على وجازة ما وجد منها - إلا مفرقة في كتب التراجم و الأثبات
و غيرها .
ثم رأيت أخيراً ما سطره فضيلة الدكتور مقبل بن مريشيد الحربي في كتابه " الحافظ ابن الجارود و زوائد منتقاه على الأصول الستة " فرأيته قد بذل جهداً طيباً في ترجمة الإمام ابن الجارود وجمع شتات المادة العلمية مع قلتها كما أسلفت .
¬__________
(¬1) انظر تدريب الراوي 2/37-40 . و لراقم هذه السطور بحث مطبوع بعنوان : " الإسناد من الدين و من خصائص أمة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم " .
(¬2) سيأتي نص كلامه إن شاء الله مع بقية كلام العلماء عند الكلام على مكانة المنتقى .