منهج الإمام ابن الجارود النيسابوري في كتابه " المنتقى "

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
منهج الإمام ابن الجارود النيسابوري ( ت 307 هـ ) في كتابه " المنتقى " د.
عاصم بن عبد الله القريوتي أستاذ مشارك بقسم السنة وعلومها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وعلى آله وصحبه .
وبعد : فإن السنة النبوية حظيت بعناية الأمة الإسلامية بها عناية فائقة في جوانب متعددة ، بين تصنيف فيها و في رواتها ، و في قواعد الجرح و التعديل و علل الأحاديث ، و غير ذلك مما لا يوجد في أمة من الأمم و لا في ديانة من الديانات غيرها ، وغدا الإسناد من الدين ، و من خصائص الأمة المحمدية المباركة(1) .
و لما كان كتاب " المنتقى " للإمام الناقد ابن الجارود واحداً من تلك الجهود العظيمة المباركة ، و لكونه عُدّ من أعلى درجات الكتب الصحاح ، حيث عده الإمام ابن حزم أولى الكتب بالتعظيم بعد الصحيحين(2)، ولعناية العلماء به ، رأيت الكتابة حول منهجه في كتابه ليتجلى للناظر مكانته ، و لتعظم الاستفادة منه .
و أما الإمام ابن الجارود مع علو مكانته و رسوخ منزلته في علم الحديث ، و ما لكتابه من أهمية و عناية فلم يحظ بترجمة واسعة ، تبين عن جوانب حول ولادته و نشأته و رحلاته و طلبه للعلم ، بل لا تكاد تجد ترجمته و ما يتعلق بها - على وجازة ما وجد منها - إلا مفرقة في كتب التراجم و الأثبات و غيرها .
ثم رأيت أخيراً ما سطره فضيلة الدكتور مقبل بن مريشيد الحربي في كتابه " الحافظ ابن الجارود و زوائد منتقاه على الأصول الستة " فرأيته قد بذل جهداً طيباً في ترجمة الإمام ابن الجارود وجمع شتات المادة العلمية مع قلتها كما أسلفت .


(1) انظر تدريب الراوي 2/37-40 .
و لراقم هذه السطور بحث مطبوع بعنوان : " الإسناد من الدين و من خصائص أمة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم " .
(2) سيأتي نص كلامه إن شاء الله مع بقية كلام العلماء عند الكلام على مكانة المنتقى .