من أسباب تراجع الدرس الحديثي

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
من أسباب تراجع الدرس الحديثي أ.د. زين العابدين بن محمد بلافريج أستاذ التعليم العالي ـ جامعة الحسن الثاني كلية الآداب والعلوم الإنسانية. عين الشق -الدارالبيضاء. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله -وآله وصحبه ومن اتبع هداه. وبعد: إننا حين نروم وصف حالة الدرس الحديثي اليوم، وتصنيف رتبته في تحصيل الطلبة له تقدما أو تراجعاً، وإن ثبت تراجعه فما أسباب ذاك التراجع، وما هي الصعوبات التي تعترض أو تعيق طالب الحديث عن تحصيله، فإنا مرغمون باستحضار خصائص هذا العلم ومميزاته، وطرائق تحصيله عند أهله الأقدمين، والنظر في تاريخه وتراجم أعلامه وسيرهم في أخذه ونشره، وقواعد التعلم والتعليم وضوابط ذلك كله، وما تعلق بمده وجزره تقدمه وخفقانه، فإن أقرب شيء إلى تحديد الأسباب والعوائق لواقع متراجع أو مستشكل لهذا العلم، هو عرضه على أزهى العصور وأعمقها إدراكا وأحسنها فهماً، فعصورهم العلمية خرجت أنجب الطلبة وأكمل العلماء، وإذا كنا مقبلين على معرفة جوانب الإخفاق في العملية التعليمية لمادة الحديث وعلومه، فإنا بحاجة إلى معرفة خصائص علم الحديث ومميزاته، لاستجلاء مدى اقتراب المتعلمين أو ابتعادهم من هذا العلم، ومن ذلك تستخرج أسباب الرجوع والعودة إلى صفاء البحث وأقوم الطرق المجدية في تعلمه، ويكون ما آل إليه واقع الدرس الحديثي هو ما دار في فلك هذه الأمور، وأن عودة قوته وحيويته في صفوف المتعلمين، واستيعاب قضاياه وتجاوز صعوباته، يكمن في مراجعة تلك الأرومة القديمة، ولا بأس بالاستعانة بالوسائل الحديثة في تقريبه وتيسير صعوباته كما سيأتي.