منهج الإمام مسلم
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
منهج الإمام مسلم
في ترتيب كتابه الصحيح ودحض شبهات حوله
تأليف
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
عضو هيئة التدريس ورئيس شعبة السنة
بالدراسات العليا بالجامعة الإسلامية
بالمدينة المنورة سابقاً
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
الطبعة الأولى
1408هـ - 1988م
بسم الله الرحمن الرحيم
بين يدي الكتاب
... هذا البحث يدفع الدعاوي الأتية لحمزة عبدالله المليباري
... أولاً : ادعاؤه أن ترتيب الإمام مسلم - رحمه الله - لطرق الحديث في كتابه الصحيح قائم على منهج علمي، إذ إنه أودع في ترتيبها دقائق علمية لا يطلع عليها إلا الحفاظ، الذين إذا سمعوا الحديث استحضروا في قلوبهم كل الوجوه التي وردت في رواية ذلك الحديث واختلافها. وذلك تطبيقاً ( كذا ) لما وعد في مقدمته .
... وهذا يفيد أن ترتيبه للأحاديث قائم على منهج علمي، وهو مراعاته ذلك الترتيب في إيراد الأحاديث في كتابه الصحيح، فإذا أورد طريق حديث من طرقه في أول الباب، فمعناه أنه أسلم من العيوب وأنقى عنده، ويجمع تارة طرقه في أول الباب لكونها على مستوى واحد في السلامة من العيوب ( كذا ) .
... ثم إذا أتبعها بطرق أخرى لذلك الحديث، وقد تكون هي طرقاً مستقلة عن الصحابي الذي قدم حديثه من طرق أخر غير هذه، فمعناه أنها ليست في مستوى تلك، لكون راويها من أهل القسم الثاني أو لسبب آخر .
... ثانياً : إن وسيلة بيان العلل هي هذا الترتيب العلمي الدقيق على هذا، فإذا قدم ماهو مستحق أن يؤخره وإذا أخر ماهو مستحق أن يقدمه فمعناه أنه أدرك فيه شيئاً جعله يتصرف كذلك ( ص 2 ) .