مذكرة في تخريج الأحاديث

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
مذكرة مختصرة في تخريج الأحاديث النبوية كتبها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الذي امتن علينا بحفظ سنة سيد الأنام, ووفق لذلك علماء قاموا بهذا الواجب أتم قيام, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه على الدوام. أما بعد: فهذه «مذكرة مختصرة في تخريج الأحاديث النبوية»، كنت كتبتها إبان إقامة بعض الدورات العلمية في التخريج للطلاب المبتدئين, فهي رؤوس أقلام بحاجة إلى مزيد من الاستكمال والبسط، والشرح والإيضاح. وقد طلب مني بعض الأحبة أن أخرجها على صورتها الحالية رجاء النفع بها، فأسأل الله الكريم المنان أن ينفع بها, وأن يتجاوز عن ما حصل فيها من خلل أو تقصير, وأن يوفق لكتابة مذكرة أخرى تكون متممة لهذه المذكرة المختصرة، والله ولي التوفيق. وكتب سامي بن محمد بن جادالله تخريج الأحاديث النبوية أهمية التخريج: كان السلف في السابق قبل تدوين الأحاديث النبوية يهتمون بالرواية كثيرا، فلا يقبلون أي حديث إلا بإسناده، لينظروا في رواته واتصاله، قال عبد الله بن المبارك: الإسناد من الدين، لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء. وقال أيضا: مثل الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد كمثل الذي يرتقي السطح بلا سلم. وقال سفيان الثوري: الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل؟!. وعباراتهم في هذا المعنى كثيرة ومشهورة. وبعد تدوين السنة النبوية بأسانيدها في الكتب المشهورة، وتداول تلك الكتب بين الناس، أصبحت هي العمدة في نقل الحديث النبوي، وصار العلماء ينقلون عن تلك الكتب مع حذف الإسناد، فأصبح طالب العلم محتاجا إلى الكشف عن تلك الأحاديث من مصادرها الأصلية، ليدرس أسانيدها ويعرف درجة تلك الأحاديث المجردة من الأسانيد، ومن هنا نشأ ما يعرف بـ «تخريج الحديث» وفق الاصطلاح الشائع في الأزمنة المتأخرة.