درجة حديث الصدوق ومن في مرتبته
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
درجة حديث الصدوق
ومن في مرتبته
للدكتور
عبدا لعزيز بن سعد التخيفي
درجة حديث الصدوق ومن في مرتبته
من الألفاظ التي ترد على ألسنة الأئمة النقاد قولهم عن الراوي ( صدوق ) .
وظاهر هذه الكلمة أن الموصوف بها متصف بالصدق في قوله ، وورودها بصيغة المبالغة مشعر بتمام ضبطه لما يحدث به .
وإذا كان حال هذا الراوي على هذا الوصف ، فهل هذا مستفاد من أصل هذه الكلمة واستعمال الشارع لها في خطابه ، أو من حيث الاصطلاح السائر بين أهل العلم من المحدثين .
في هذا البحث سأتحدث عن هذه المسألة من خلال النقاط التالية :
أولاً : بيان المراد من كلمة صدوق من حيث اللغة ، ومن حيث ورود استعمالها في القرآن الكريم والسنة النبوية .
ثانياً : موضع كلمة صدوق وما في حكمها ضمن مراتب التعديل .
ثالثاً : قول أهل العلم في الاحتجاج بحديث الصدوق ومن كان في درجته .
رابعاً : بيان القول الراجح في هذه المسألة .
خامساً : نتيجة هذا البحث .
سادساً : ملحق حول قولههم عن الراوي ( صدوق له أوهام ) أو ( صدوق يهم ).
أولاً : من المعروف لغة أن الصدق ضد الكذب .
وقد ورد في القرآن الكريم استعمال مادة ( صدق ) في مواضيع عدة بمثل هذه الصيغ : صدّق ، وصادق ، والصدِّيق ، ومُصَدِّق .
كما في قوله تعالى : ( بل جاء بالحق وصدّق المرسلين ) ، وفي سورة مريم قوله سبحانه وتعالى عن إسماعيل عليه السلام : ( إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً ).
وجاء وصف يوسف عليه السلام بالصديق : ( يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان ) . وأخبر سبحانه وتعالى عن عيسى عليه السلام بقوله : ( ومصدقاً لما بين يدي من التوراة ) .
وأما صيغة صدوق بخصوصها فلم أقف عليها في القرآن الكريم .
وأما في السنة النبوية فقد ورد استعمال مادة ( صَدَقَ ) في نصوص كثيرة منها ما ورد في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال :