ترميز كتب الحديث لمحمد الأشقر

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
سلسلة بحوث وتحقيقات مختارة من مجلة الحكمة (31) Almodhe1405@hotmail.com almodhe@yahoo.com تَرْمِيْزُ كُتُبِ الحَدِيْثِ إعداد: د. محمد سليمان الأشقر نعني بالترميز أن يجعل رموز كل منها يتكون من حرف أو حرفين أو ثلاثة، أو من رقم عددي، للدلالة على معنى محدد، بغرض الاختصار وتوفير الجهد في الكتابة ونحوها، وليكفل مزيدًا من الوضوح، وسهولة العمل. ونعني بترميز كتب الحديث أن يجعل لكل كتاب من كتب الحديث المسندة (أي التي تروي الأحاديث بأسانيدها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -) رمز يدل عليه في الكتب الجامعة، كالموسوعات أو الفهارس، أو كتب الرجال، أو نحو ذلك. الرمز في اللغة والاصطلاح: (الرمز ) في كلام أهل اللغة معناه الإشارة الخفية. قال الله تعالى? قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً ?. قال ابن منظور: (الرمز) تصويت خفي باللسان كالهمس، ويكون (الرمز) تحريك الشفتين بكلام غير مفهوم باللفظ، من غير إبانة لصوت، إنما هو إشارة بالشفتين. وقيل (الرمز) إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم (لسان العرب – رمز). واستعمل (الرمز) عند البلاغيين وأهل الأدب بمعنى الكناية التي في دلالتها على المقصود خفاء مع قلة الوسائط (انظر بغية الإيضاح في باب الكناية). ومن هنا نشأ تسمية نوع من الشعر بالشعر (الرمزي) نظرًا إلى أن مقصود قائله لا يعرفه إلا الخاصة. واستعمل لفظ (الرمز) في كتب المحدثين في وقت متأخر بمعنى حرف أو أكثر يدل على معنى محدد. ولم نجد أحدًا استعمل هذا المصطلح بهذا المعنى قبل ابن الصلاح (643هـ)، وإن كانت (الرموز) في الواقع العملي مستخدمة قبل ذلك.