الاستبصار في نقد الأخبار للشيخ عبدالرحمن المعلمي
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الاسبصار في نقد الأخبار
تأليف
الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي
مُلْتَقَى أَهْلُ الحَدِيْثِ
www.ahlalhdeeth.com
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله ف لا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .
أما بعد فهذه ـ إن شاء الله تعالى ـ رسالة في معرفة الحديث ، أتوخّي فيها تحرير المطالب ، وتقرير الأدلة ، وأتتبع مذاهب أئمة الجرح والتعديل فيها ليتحرر بذلك ما تعطيه كلماتهم في الرواة ، فإن منهم من لا يطلق " ثقة " إلا على من كان في الدرجة العليا ، من العدالة والضبط ومنهم من يطلقها على كل عدل ضابط وإن لم يكن في الدرجة العليا ومنهم من يطلقها على العدل وإن لم يكن ضابطاً ، ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً و احداً قد تُوبع عليه ، ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً له شاهد ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى حديثاً لم يستنكره هو ، ومنهم من يطلقها على المجهول الذي روى عنه ثقة ، إلى غير ذلك مما يأتي ـ إن شاء الله تعالى .
وهم ـ مع ذلك ـ مختلفون في الاستدلال على أحوال الرواة ، فمنهم المبالغ في التثبت ، ومنه المتسامح ، ومن لم يعرف مذهب الإمام منهم ومنزلته من التثبت لم يعرف ما تعطيه كلمتُه ، وحينئذ : فإما أن يتوقف ، وإما أن يحملها على أدنى الدرجات ولعل ذلك ظلم لها ، وإما أن يحملها على ما هو المشهور في كتب المصطلح ولعل ذلك رفع لها عن درجتها .
وبالجملة فإن لم يتوقف قال بغير علم ، وسار على غير هدى .