معنى المغايرة في الواو العاطفة في العربية
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
معنى المغايرة في الواو العاطفة في العربيّة
م. د. سهى كناوي حسن
جامعة ذي قار/ كلية الآداب/قسم اللغة العربية
المغايرة لغة:
((غيّرت الشيء أزلته عمّا كان عليه (فتغيَّر) هو)) (1)، وتغيّر الشيء عن حاله: تحوّل. وغيَّرَه: حوّله وبدّله كأنّه جعله غير ما كان. وفي التنزيل العزيز: ((ذلك بأن الله لم يكُ مغيّراً نعمةً انعمها على قومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم)) (2)، معناه: حتى يبدلوا ما أمرهم الله. والغَيْرُ: الاسم من التغيّر من قولك: غيّرت الشيء فتغيَّر (3).
((وتغير عن حاله: تحوّل. وغيرّه: جعله غير ماكان َ وحوّلَهُ وبدِّلَهُ)) (4)
وهذا التغيير تغييرٌ لصورة الشيء وذاته، لذا قال الراغب الاصفهاني: التغيير على وجهين:
الأول: تغيير لصورة الشيء دون ذاته، يقال: غيّرتُ داري اذا بنيتها غير الذي كان.
الثاني: تبديله بغيره (5).
ولفظة المغايرة يراد بها النقيض والضد والخلاف (6)
واصطلاحاً:
نعني بالمغايرة المخالفة الإعرابية التي تحصل داخل تركيبات بعض الآيات القرآنية او النصوص الشعرية، وهذه المغايرة تؤدي الى تغيير قيمة المعنى وتعميقه في ذهن المتلقي او المخاطب (7)، كما تعمل على زيادة التنبيه وايقاظ السامع وتحريك رغبته في الاستماع (8).
والمغايرة تكاد تكون ظاهرة في العربية، نستطيع بها تفسير كثير من القضايا النحويّة أو حملها عليها، لذا نجدها في ابواب كثيرة من ابواب النحو العربي منها الاختصاص، واسلوب الاغراء والتحذير، وكذلك اسلوب القطع في العطف والنعت، لكننا في هذا البحث نتناول مايسمى بـ (واو الصرف)، و (الواو الزائدة)، و (واو الثمانية)، نوضح حقيقة هذه المسميات
معنى المغايرة في الواو العاطفة في العربيّة
م. د. سهى كناوي حسن
جامعة ذي قار/ كلية الآداب/قسم اللغة العربية
thiqaruni.org
ولنرد على بعض الاوهام التي شاعت في اوساط الدارسين المحدثين:- أولاً: واو الصرف:
وهذه التسمية اطلقها الكوفيون، وقيّدها ابن هشام بالدخول على المضارع المنصوب لعطفه على اسم صريح أو مؤول (9) كقول ميسون (10).
ولبس عباءَةٍ وتقرَّ عيني أحبٌّ إليَّ من لُبس الشفوفِ
أو يتقدم الواو نفي او طلب (11) كقول أبي الأسود الدؤلي (12):
لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتي مثلَهُ
عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
لكن الفراء لم يشترط مجيء الفعل بعد حروف العطف منصوباً. قال: (((الصرف): أن يجتمع الفعلان بـ (الواو) أو (ثم)، أو (الفاء) أو (أو)، وفي أوله جحد أو استفهام، ثم ترى ذلك الجحد أو الاستفهام ممتنعاً أن يُكرَّ في العطف، فذلك الصرف)) (13)، كما أنّه لم يقيّده بالفعل، وقد نبّه المختار أحمد على هذه الخصيصة عند الفرّاء، فقال: ((والصرف ليس معناه النَّصبَ فقط، وإنما متى عطف فعل على فعل أو اسم، ولا تستقيم تلك الواو العاطفة أن يكون معناها للعطف، فهو (الصَّرف))) (14)، وكان الدكتور المخزومي يرى أن مصطلح (الصرف) عند الفرّاء هو ما يسميه سائر الكوفيين البغداديين بـ (الخلاف) فهما واحد (15)، ورأى أَنَّ الكوفيين يقولون بالنصب على الخلاف في مسائل هي:
الخبر إذا كان ظرفا نحو البحر وراءكم.
المفعول معه نحو صحوت وطلوع الشمس.
الفعل المضارع المقترن بالفاء أو الواو، او المسبوق بنفي أو طلب.
أفعل التعجب (16).