بغية المرتاد للنطق بالضاد
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
كتاب
بغية المرتاد لتصحيح الضاد
تأليف
علي بن قاسم المقدسي الحنفي
تحقيق
الدكتور جميل عبد الله عويضة
1430هـ / 2009م
بسم الله ارحمن الرحيم
الحمد لله الذي وفّق للنطق الفصيح مّنْ أراد ، ووقف عن الحق الصريح من لزم العِناد ، والصلاة على سيدنا محمد أفصح مَنْ نطق بالضاد ، وعلى آله وأصحابه المنقادين للصواب خير انقياد ، ورضي الله تعالى عن العلماء الأمجاد ، خصوصا الذين اجتهدوا لنفع العباد ، ودوّنوا لهم ما أنْ نظروه بعين التأمّل والانتقاد ، بلَّغهم غاية البغية والمراد ، وبعد..
فيقول المفتقر إلى الغني الجواد ، علي بن قاسم المقدسي الحنفي الاعتقاد : لمَّا رأيت بمحروسة القاهرة التي هي زين البلاد كثيرا من أفاضل الناس فضلاً عن الأوغاد ، يخرجون عن مقتضى العقل والنقل في النطق بالضاد ، وينكرون على مَنْ وافقهما ؛ لأن مخالفتهما بينهم أمر معتاد ، ويرمون أن نتّبعهم من غير أصل لهم إليه استناد ، سوى التوارث عن الآباء والأجداد ، من غير رعاية لتمهيد الأصول ، ولا هداية لتسديد الفصول ، ولا تبصرة لما فيه إرشاد ، ثم شاع الإنكار منهم علينا في كل ناد ، بين كل حاضر وباد ، فأردت مع طلب جمع من الإخوان ، وإشارة من / بعض الأعيان ، أن أزيل الغبن من 2ب عين الرشاد ، وأفيض من الدلائل العقلية والنقلية ما يروي كل صاد ، فشرعت فيه معترفا بقصر الباع وقلَّة الزاد ، مع التوكل على الله والاعتماد ، سائلا من فضله النفع به في المعاد ، وسميته بغية المرتاد لتصحيح الضاد .