الظواهر اللغوية غير المطردة في شعر ذي الرمة
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الظواهر اللغوية غير المطّردة في شعر ذي الرمة
د . إبراهيم خليل(¬1)
ملخص البحث
... تتميز لغة الشعر باجتراء الشاعر على انتهاك الأعراف اللغوية من قواعد نحوية وقواعد صرفية وقواعد صوتية في سبيل أداء المعاني والأفكار والإحساسات التي يريد أداءها بأسلوب جلي واضح من غير أن يخلّ بقواعد العروض، من مراعاة للروي، وتقيد بالأوزان. وقد لمس القدماء هذه الظاهرة فأشاروا إلى ما يجوز للشاعر أن يتبعه من قواعد وأن يخترقه من أعراف دون أن يجوز للناثر ذلك. وتكلم المحدثون على هذه الظاهرة، وأشاروا إليها إشارات موسعة في سياق ما يدرس من وسائل الانتقاء الأسلوبي بما في ذلك الانتقاء النحوي.
... وهذا البحث يتتبع ظاهرة الانتهاك المتعمد للعرف اللغوي العربي في شعر شاعر أموي قديم ذي مكانة عالية وهو الشاعر ذو الرمة. ويلاحظ الباحث تفشي بعض القواعد غير المطردة في شعره. من ذلك تقديم أداة الاستثناء على المستثنى منه والمستثنى. والفصل بين المتلازمين بغير الجار والمجرور مما يجعل الجملة الشعرية جملة متشظية غير متماسكة. واللجوء إلى الشاذ في الصيغ الصرفية والتصرف ببعض الأصوات اللغوية وقلبها انسجاماً مع بعض الاختلافات النطقية اللهجية، كإبدال العين من الهمزة، والهاء من الهمزة.
... وقد استخلص الباحث من تتبع هذه الظواهر غير المطردة في شعره أن وقوعها فيه إما أن يكون للضرورة أو انسجاماً مع بعض اللهجات السائدة أو ناتجاً عن الرّغبة في الاتساع الذي هو ضرب من الانزياح.
¬__________
(¬1) - أستاذ مشارك ـ قسم اللغة العربية وآدابها ـ كلية الآداب الجامعة الأردنية