أثر العناصر غير اللغوية في صياغة المعنى

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
أثر العناصر غير اللغوية في صياغة المعنى د.
رشيد بلحبيب(1) ينبغي التأكيد في البداية على أن الوحدات الكلامية للغة الطبيعية ليست مجرد سلسلة أو خيوطا من صنع الكلمات، فهناك مكون لا كلامي يفرض دائما بالضرورة فوق المكون الكلامي في كل وحدة كلامية محكية.
إن هذه المميزات غير الكلامية للوحدة الكلامية مهمة في تحديد معناها كأهمية معنى الكلمة والمعنى النحوي ويدخل كلاهما في المكون الكلامي(1).
إن الناظر في اللغة على وجه التقعيد والوصف والتفسير ينتهي بالضرورة إلى اعتبار المتغيرات الخارجية التي تكتنف المادة اللغوية واستعمالاتها(2)، وذلك لأن المعنى القاموسي أو المعنى المعجمي ليس كل شيء في إدراك معنى الكلام فثمة عناصر غير لغوية ذات دخل كبير في تحديد المعنى، بل هي جزء من معنى الكلام وذلك كشخصية المتكلم وشخصية المخاطب وما بينهما من علاقات وما يحيط بالكلام من ملابسات وظروف ذات صلة به(3).
إن مراعاة هذه الاعتبارات المختلفة تمثل الاتجاه الصحيح والضروري في الكشف عن المعنى وتطبيق هذا المنهج ينبغي أن يصدق على النصوص المنطوقة ذات المقام الحاضر الحي كما ينبغي أن يصدق على النصوص ذات المقام المنقضي والذي يمكن أن يعاد بناؤه بالوصف التاريخي، ومن هنا تأتي قيمة هذا المنهج لدراسة كتب التراث العربي، وإن الاكتفاء بالمعنى الحرفي أو معنى المقال أو معنى ظاهر النص يعتبر دائما سببا في قصور الفهم(4).
ولما كانت الظواهر اللغوية خاضعة لضغوط مقامية واعتبارات غير لغوية، وكانت مراعاة هذه الاعتبارات ضرورية وددت أن أقف عند فكرتي "المقام" و "المتكلم والمخاطب" نظرا لما لهما من صلة بخلق الدلالات وتوجيهها بالتضافر مع المكونات الكلامية ذات الصلة بالبنى النحوية.
1 – نظرية المقامات ومقتضيات الأحوال:

(1) كلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة محمد الأول – وجدة - المغرب