الدرر في إعراب أوائل السور
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
كتاب
الدرر في إعراب أوائل السور
تأليف
أحمد السجاعي
تحقيق
الدكتور جميل عويضة
1429هـ/ 2008م
/ بسم الله الرحمن الرحيم 2أ
يا مُسهِّل
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، وجعله معجزاً لجميع العباد من الأعاجم والأعراب ، وافتتحه بما تحيَّرت فيه أولو الألباب من الأحرف النورانية ، والألفاظ العربية العُجاب ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد ، الذي أرسله الله إلى جميع المخلوقات ؛ فنطق بأفصح خطاب ، وأحسن جواب ، وعلى آله أولي الفصاحة والبراعة والبلاغة والرأي المُستطاب ، آمين .
أمَّا بعد ...
فيقول العالم العلاّمة ، الحبر الفهامة ، شيخنا الشيخ أحمد السَّجاعي الشافعي : هذا شرح للطيف للأبيات التي نظمتها في إعراب فواتح القرآن الشريف على وجه مُختصر ، واضح البيان ، لخّصته من تفسير القاضي البيضاوي كأصله على طريق مَنيفٍ ، وزدته شيئا من حواشيه وغيرها كالإتقان ، وبعض خواص يتم المراد بها لمن وفّقه الرحمن ، وسمَّيته الدرر في إعراب أوائل السور ، جعله الله خالصا لوجهه الكريم ، ونفعني والمسلمين به النفع العميم ، آمين .
وقد قلت بعد البسملة والحمدلة :
فواتح قرآن كصادٍ : بالجر والتنوين ، وصاد الذي في القرآن إنْ قُصِد به اسم السورة فممنوع من الصرف ، ويجوز أنْ يُحكى ، ومثله : ( ق ) و ( ن ) و (حم) و ( طس ) ، وقرأ الحسن صادِ ، على أنه أمرٌ من المصاداة بمعنى المعارضة المقابلة ، أي عارِضْ القرآن بعملك ، وقُرئ بالفتح لذلك ، أو لحذف حرف القسم ، وايصال فعله إليه ، أو إضماره ، والفتح في موضع الجر ، فإنها غير مصروفة ؛ لأنها علم السورة ، كما مرّ ، وقُرئ بالجر على تأويل الكتاب ، قال شيخ الإسلام في شرح الروض: وإذا كُتبت في المصحف كُتبت حرفا واحدا ، / وأمَّا في غيره فمنهم مَن يكتبها كذلك، ومنهم مَنْ يكتبها باعتبار اسمها2ب ثلاثة أحرف ، انتهى .