الأفعال اللاشخصية في العربية

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الأفعال اللاشخصية في العربية تحليل تركيبي دلالي في ضوء علم اللغة التقابلي هذا البحث يجيب عن ثلاثة أسئلة ما مفهوم الأفعال اللاشخصية؟ وهل توجد هذه الأفعال في اللغة العربية؟ وهل تناول النحويون القدماء أو المحدثون هذه الأفعال؟ دكتور: علاء إسماعيل الحمزاوى أستاذ العلوم اللغوية المساعد بكلية الآداب جامعة المنيا ********************** الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، وبعد: فبينما كنت أقرأ في كتاب Traité de philologie arabe للفرنسي Henri Fleich استوقفني المصطلح الفرنسي verbes impersonnels والذي آثرت ترجمته بـ"الأفعال اللاشخصية" (1) __________ (1) آثرت استخدام مصطلح (اللاشخصية) على (غير اللاشخصية)؛ ليطابق المقابل الأجنبي impersonnel، وأن (اللاشخصية) أشبه بكلمة واحدة، لكن (غير الشخصية) تركيب إضافي، وقد يعترض بعض الباحثين على ذلك بحجة أن (لا) النافية لا تدخل التركيب بين الصفة والموصوف أو بين المبتدأ والخبر بدون تكرارها وأنه لا يجوز أن تقحم (لا) بين أداة التعريف والكلمة، وأن العرب لم يستعملوا هذا التركيب، وقد أتفق معهم إذا نظرنا للغالب من كلام العرب، لكني أرى أن استعمالي (اللاشخصية) استعمال صحيح، وأن لذلك نظائر في الكتابات الفلسفية والنفسية والأدبية، مثل (اللامعقول واللإنساني واللامتناهي)، وأن العربية لم تنكره، فقد ورد في أفصح الأساليب العربية مجيء (لا) بين الصفة والموصوف وبين المبتدأ والخبر، ومع الفعل بدون تكرار، ومن ذلك قوله تعالى: (فلا اقتحم العقبة) وقوله تعالى: (إنها بقرة لا ذلول)، وقول العرب: (لا سلام عليكم) وقولهم أيضا: (جئت بلا زاد)، وقول الشاعر: وأنت امرؤ منّا خلقت لغيرنا ... ... حياتُك لا نفعٌ وموتك فاجعُ ويقاس على ذلك إقحام (لا) بين (أل) التعريف والصفة كما في مصطلح (الأفعال اللاشخصية)، على أن (لا) تصير جزءا من تركيب الكلمة مع إفادتها النفي، وقد ناقش مجمع اللغة العربية المصري هذه المسألة مستأنسا بالشواهد القرآنية والشعرية التراثية، وأصدر ثلاثة قرارات بشأن صحة هذا الاستعمال، واعتبر المجمع (لا) نافية غير عاملة أو مركبة مع الاسم بعدها، ويعرب الاسم حسب موقعه في الجملة. (راجع قرارات المجمع في كتابه " في أصول اللغة " جـ3 ص 144: 154 ط أولى 1983)