الذاكرة التاريخية للأمة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
سلسلة القادة و مشروع النهضة الذاكرة التاريخية للأمة د.
جاسم سلطان بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله.
.
أما بعد: إن الحديث عن الذاكرة التاريخية للأمة يأتي في سياق هذه الهجمة الشرسة على ذاكرة الأمة وتصورها عن نفسها وعن العالم.
فالحرب اليوم لا تدور بين الأساطيل والطائرات فحسب، وإنما تدور حرب نفسية موجهة لاستلاب العقول والقلوب تتسم بأنها أشد ضراوة، وأخطر تأثيراً.
تلك الحرب التي تأخذ مسارها على خارطة العالم، ولا تتوقف آناء الليل وأطراف النهار.
افتح المذياع أو التلفاز أو ادخل على شبكة الإنترنت، وانظر إلى هذا الفضاء الفسيح الذي يطاردك، ناهيك عن الاحتراب الإعلامي الضخم الذي يستهدف المدارس والتعليم وعمليات التثقيف المختلفة.
ومن خلال ذلك كله يتم تشكيل العقل -ليس في بلادنا فحسب - ولكن على مستوى العالم أجمع.
وللقوة المتفوقة اليوم النصيب الأوفر والباع الأطول في إعادة تشكيل الخارطة الذهنية للمجتمعات البشرية.
وعندما تكون أداة الحرب هي الإعلام والمدرسة فإن الخصم يتخفى ويتلون ويقوم كل مرة باحتلال مساحات صغيرة من هذا العقل البشري، حتى يجد الإنسان نفسه مستلباً لمقولات الآخر دون تمحيص أو تفكير.
ويعتمد الخصوم في ذلك على أن الغالبية العظمى من البشر لا تقرأ ولا تمحص، وإنما تتلقى كل شيء من الخارج.
ويقول علماء البحوث الإنسانية أن الناس ينقسمون من حيث الرأي العام إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: قادة الرأي.
وهؤلاء يصنعون الإعلام ويصنعون الدعاية السياسية ولا يتأثرون بها لأنهم يعلمون أنها أداة من أدوات الصراع.