الأمصار ذوات الآثار

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم ... قال الإمام الحافظ المحدث النقّاد ، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ما لفظه : الأمصار ذوات الآثار المدينة المشرّفة دار الهجرة ... كان العلم وافرًا بها في زمن التابعين ، كالفقهاء السبعة . ... و زمن صغار التابعين ، كزيد بن أسلم ، و ربيعة الرأي ، و يحيى بن سعيد ، و أبي الزناد . ... ثم في زمن تابعي التابعين ، كعبد الله بن عمرو بن أبي ذئبٍ ، و ابن عجلان , و جعفرٍ الصادق . ... ثم الإمام مالكٍ ، و مقرئها الإمام نافعٍ ، و إبراهيم بن سعدٍ ، و سليمان بن بلالٍ ، و إسماعيل بن جعفرٍ . ... ثم تناقص العلم بها جدًّا في الطبقة التي بعدهم ، ثم تلاشى . مكة كان العلم بها يسيرًا زمن الصحابة . ثم كثر في أواخر عصر الصحابة ، و كذلك في أيام التابعين ، كمجاهدٍ ، و عطاء بن أبي رباحٍ ، و سعيد بن جبيرٍ ، و ابن أبي مليكة . و زمن أصحابهم ، كعبد الله بين أبي نجيحٍ ، و ابن كثيرٍ المقرئ ، و حنظلة بن أبي سفيان ، و ابن جريج ، و نحوهم . و في زمن الرشيد ، كمسلم بن خالدٍ الزنجيّ ، و الفضيل بن عياض ، و ابن عيينة . ثم أبي عبد الرحمن المقرئ ، و الأزرقي ، و الحميدي ، و سعيد بن منصور . ثم في أثناء المائة الثالثة ، تناقص علم الحرمين ، و كثر بغيرهما. بيت المقدس نزلها جماعةٌ من الصحابة ، كعبادة بن الصامت ، و شدّاد بن أوسٍ . و ما زال بها علمٌ ليس بالكثير ، ثم نقص جد ًّا . ثم ملكها النصارى تسعين عامًا ، ثم أخذها المسلمون . دمشق [ من بلاد الشام ، القطر المتّسع المشتمل على عدّة بلادٍ و مدنٍ و قرًى ] . نزلها عدّةٌ من الصحابة ، منهم بلال الصحابيّ ، و المؤذن لرسول الله صلى الله عليه و سلم و غيره . و كثر بها العلم في زمن معاوية .