مدينة القدس بين التهديد و التهويد

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
فلسطينيات الكتاب الخامس مدينة القدس بين التهديد و التهويد (مجموعة محاضرات و مقالات) تأليف الأستاذ حسني محمد العطار رفح ـــــ فلسطين 2010 الإهداء إلى كل الشهداء الذين سقطوا و يسقطون دفاعاً عن هذه المدينة .. إلى المرابطين في، وحول القدس يحمون مسجدها المبارك المقدمة الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه .. والصلاة و السلام على من فتح على المسلمين مدينة القدس، و على أصحابه الذين ساروا على خُطى نبيهم، فعظموا هذه المدينة و حافظوا على إسلاميتها، و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. و بعد .. يظن بعض السُدج من القوم أنه بسقوط فلسطين، و بيت المقدس على الخصوص، و إعلان الصهاينة أن القدس عاصمتهم الموحدة، و أنه لا تراجع عن ذلك، يظن البعض أن القدس ضاعت و أن رايات العروبة والإسلام مستحيل أن ترفرف مرّة ثانيةً عليها. صحيح أن القدس سقطت بيد اليهود الصهاينة، لكنها قبل أن تسقط في أيديهم كانت قد سقطت في أيدي العشرات من الأمم قبلهم، ثم ما لبثت أن عادت فتية تنفض عن كاهلها أرجاس المحتلين و ظلمهم و جبروتهم. إنها القدس، المدينة التي لا مدينة مثلها، في تاريخها، في عراقتها، في مجدها، في روحانيتها، في شموخ جبالها، في نعومة هواءها، غالب المدن في العالم تبلى و ينمحي ذكرها، ولا يبقى منها إلا بعض ذكريات في الكتب مسطرّة، إلا مدينتي، مدينة القدس. اذكروا لي مدينة في الدنيا كلها تعرّضت لما تعرّضت له مدينة القدس، كم حاول أباطرة، و قادة، و زعماء، و مغامرون على مدار التاريخ أن يحتلوها، ويقيموا لهم فيها أمجاداً .. كم من نبي، و مصلح ظهر و أعلن دعوته و لم يكن له حظ في الوقوف على جبالها و المشي بين وديانها، إنها أرض النبوة و الأنبياء، مهد الحضارة و السلام.