دور اللهجة في التقعيد النحوي
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
دور اللهجة في التقعيد النحوي
دراسة إحصائية تحليلية
في ضوء همع الهوامع للسيوطي
دكتور
علاء إسماعيل الحمزاوي
أستاذ العلوم اللغوية المساعد بكلية الآداب
جامعة المنيا
مقدمة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. سبحانك اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم .. وبعد
فقد لفت انتباهي أثناء قراءتي في كتاب "همع الهوامع" ترُدّدُ ذكر اللهجات العربية بصورة بارزة على لسان السيوطي، كما لفت انتباهي شمولية حديث السيوطي في كل مسائل الكتاب وتوفيتها حقها من آراء النحويين السابقين، مع ذكر اللهجات المستمدة منها بعض القواعد النحوية، سواء أكانت اللهجات منسوبة إلى قبائل أم غير منسوبة. ولعل السيوطي لم يكن مبالغا في وصفه الهمع بقوله في مقدمته: "وبعد فإن لنا تأليفا في العربية جمع أدناها وأقصاها، وكتابا لم يغادر من وسائلها صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها .. حشدت فيه ما يُقرّ الأعين..". وقد أثار ذلك في ذهني مجموعة من التساؤلات: هل للهجات دور مهم وقيمة بارزة في التقعيد النحوي؟ وما أكثر اللهجات تمثيلا لقواعد النحو العربي الأكثر شيوعا؟ وما الحَكَم في أن قاعدة ما أكثر شيوعا من قاعدة أخرى، أو قاعدة مستعملة وأخرى أقل استعمالا؟ وما موقف السيوطي من اللهجات العربية التي استقى منها النحاة قواعدهم؟ وهل ذكر كل تلك اللهجات في همعه؟ أو أهمل بعضا منها؟ وهل ذكر أصحاب تلك اللهجات من القبائل العربية؟ وهل كل اللهجات مستعملة في نحو العربية؟ أو بعضها مستعمل وبعضها مهمل؟ وهل كان لصاحبنا رأي فيها؟ وما مصطلحاته في الإشارة إليها؟