أوراق الملتقى الثالث لجمعيات تحفيظ القرآن بالمملكة

مدة قراءة الصفحة : دقيقة واحدة .
.
.
.
5)- إعداد الأفراد،بحيث يصبحون أفراداً عالميين ليساهموا في حضارة العالم،حيث يرتبط كل منهم ارتباطا وثيقاً بالإنسانية،فوق كل اعتبار،حيث يتعلمون الجميع على خيرها،قال تعالى: { {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } ((1))،ومن هذه الآية نستشف أن التعاون والتعارف لا يعني التعارف اللفظي فقط،وإنما هو يعني التعارف في كل أوجه الحياة،حتى أن لكل مجتمع الحق في أن يستفيد من خبرات المجتمعات الأخرى،إذ إنها ليست حكراً عليه،فهي نتاج عقل وفكر وهما من نعم الله على الإنسان،والإنسان إنسان في كل زمان ومكان،وليس لأحد مهما بلغت قوته أن يحتكر ما توَّصل إليه عقل وفكر،وهذا لون من ألوان التعاون والتعارف،فيه احترام الإنسانية وإيفاؤها كل حقوقها،وتكريمها أينما حلت،وكائناً ما كان الإنسان((2))،فالتربية القرآنية تعمل على تنمية الإنسان تنمية شاملة عالمية،ليكون الإنسان عالمياً صالحاً لكل مجتمع،إذ لديه الأصول العامة،ومعه عقل متفتح على العالم،وخبرات يستغلها في خدمته،وفي طاعة الله،ومن هذا المنطلق،فإن تعلم اللغات ضروري وهام،إذ إن القرآن،والمجتمع المسلم،والفرد المسلم كلها تحترم ثقافات الشعوب الأخرى،والتربية بدورها تهتم بهذا،إذ إنه يساعد على التقارب والتفاهم والتعارف والاستفادة من خبرات الآخرين بما يوافق العقيدة الإسلامية،العبودية،والاستعداد من الله،وهكذا تغرس التربية الإسلامية في نفوس أبنائها،ذلك المبدأ الإسلامي الرائع"لا ترفضوا ما دامت عقيدتكم في عقولكم وضمائركم وقلوبكم

(1) - سورة:الحجرات،آية[13].
(2) - محمد أحمد فرح السنهوري:حاجة المجتمع إلى الدين،(155)من كتب ثقافية،مختارات الإذاعة والتلفزيون،المؤسسة المصرية العامة للأنباء والنشر والتوزيع والطباعة،ص44.