فقه الحرب النفسية في ضوء سورة الأنفال

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
فقه الحرب النفسية في ضوء سورة الأنفال د. أحمد قطران كلية التربية ـ جامعة صنعاء المقدمة الحمد لله حمدا يليق بجلاله وعظيم سلطانه خلق الإنسان وعلمه البيان يعلم ما تخفي الصدور القائل: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (10) الشمس، واصلي واسلم على من أرسله الله رحمة للعالمين القائل (نصرت بالرعب) (¬1). وبعد تعد الحرب النفسية ذات أثر فعال في حسم المعارك لصالح المتمكن من إدارتها بشكل متقن، وكانت العمود الفقري في مسيرة الجهاد الإسلامي من بداية ظهور الدعوة الإسلامية، وقد استخدمها الإسلام ضد خصومه استخداما رائعا بلغ بها الذروة من حيث الأخلاق العالية التي صاحبت استخدامها، وكان لها ابلغ الأثر في بث الرعب في نفوس خصوم الإسلام في كل عصر من عصوره إلى يومنا هذا، والقرآن الكريم وهو المنبع الصافي للأحكام الشرعية في كل المجالات زخرت آياته بكثير من الصور التي أثرت على خصوم الإسلام نفسيا بمجرد سماعهم لها. واليوم وأمتنا تعيش مرحلة من أحلك مراحلها الاقتصادية والعسكرية والسياسية _حيث أضحى دم المسلم ارخص الدماء وماله ارخص الأموال وأصبح الخصوم ¬__________ (¬1) رواه البخاري 3/ 1087 رقم 2815، ومسلم 1/ 372 رقم 522 عن أبي هريرة رضي الله عنه.