أثر الترجمة في الكتب المقدسة السابقة على الإسلام

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الحمد لله تعالى نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،إنه من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: فالقرآن أساس الإسلام وقاعدته ،وهو كتاب العربية الأكبر والأول ،وعليه يتوقف دين المسلمين ودنياهم :هو- عندنا –سبيلنا إلى الإمامة والسعادة في الدنيا التي فيها معاشنا ،وهو –عندنا –سبيلنا إلى الفوز العظيم في الآخرة التي إليها معادنا ،وهو أساس وجودنا السياسي والاجتماعي واللغوي والأدبي،ولديه –فيما نعتقد-حلول كل مشكلات هذا الوجود ،فيقول قائلنا"ليست تنزل بأحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها"(1). وعظم الله حال القرآن فقال { تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا } (طه 4 ) فمن التنويه بعظمة القرآن ذكر عظمة منزله القادر، الذي خلق الأرض وما فيها ،وهي ما هي سعة وعجائب،ومن التنويه كذلك بعظمة القرآن ذكر عظمة منزله ا لقادر الذي خلق السماوات العلا وهي لا حصر لكواكبها ونجومها وأجرامها. والقرآن –فيما يؤمن به المسلمون-أنزله الله مفصحا عن جلاله وحجة لرسوله . و نعده كتاب العقائد السامية وأولها عقيدة التوحيد، و نعده كتاب العبادات ،حيث هو الذي يقررها،ويشرعها ويرغب فيها. ونعده كتاب الأخلاق لأنه يحث على مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها ومرضيها،كما ينهى عن مساوئ الأخلاق ومرذولها، ونعده، كذلك ،فيما نعده ،كتاب التشريع بعامة :الجنائي ،والمدني والاقتصادي ،والاجتماعي،والسياسي،والدولي والحربي ،و نعده حجة الله علينا وميثاقه الذي واثقنا به. والقرآن-بعد ذلك- عند المسلمين هو كل شئ إذ هو موضوع الدعوة ومنهجها ودليلها وحجتها . __________ (1) الشافعي ،الرسالة ص 20.