مشروع الحياة من جديد

مدة قراءة الصفحة : 4 دقائق .
الحياة من جديد مشروع بسم الله الرحمن الرحيم المقدمة إن الحمد لله نحمده، و نستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.. أما بعد: فلقد أنزل الله جل وعلا الكتاب العظيم ليكون نبراساً للناس في حياتهم؛ يبني إيمانهم، ويوجه سلوكهم إلى عبادته والقيام بحقه، لتحصل لهم مصالحهم الدنيوية والأخروية، كما قال تعالى: ?وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ?(1). لذا فإن من أجلّ الأعمال وأعلى المقامات الاتصال بكتاب الله تعالى، تلاوةً وتأمّلاً وفهماً، فالقرآن -كما وصفه المتكلم به سبحانه- نور وهدى وشفاء وروح. وأمة الإسلام في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها بحاجة إلى أبناء يحملون دينهم قلباً وقالباً، عقيدةً وعملاً، ولا يمكن أن يتحقق ذلك إلا من خلال القيام بمشروع إصلاحي كبير ينطلق من الاعتصام بحبل الله المتين، ليبعث الحياة من جديد في جسد الأمة، وينفخ فيها روح الإيمان والعزة، إنه مشروع الحياة بمنهج الوحيين، مشروع الحياة الخالدة، مشروعٌ فكرته أن نحيا من جديد بالقرآن، وأن نستنير بنوره الذي يضيء لنا الطريق، حتى لا نتخبط في مهاوي الفتنة وظلمات الغواية، يقول الله - جل جلاله - :{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}(2) . __________ (1) سورة الأنعام (155) (2) سورة الإسراء (9)