الأثر الاجتماعي لتعلم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الأثر الاجتماعي لتعلم القرآن الكريم
على الفرد والمجتمع
تمهيد :
الحمد لله الذي خلق فسوى وقدّر فهدى ، والصلاة والسلام على نبي الهدى ، وعلى آله وصحبه ومن بهديهم اقتدى.. وبعد :
فضّل اللهُ تعالى الإنسان على كثير ممن خلق ، وأعطاه نعمة العقل ، وميّزه بنور الفطرة ، وجعل خِلقته قابلة للتكليف ، إن فعل خيرا أثيب ، وإن فعل شراً عوقب , وجعل الله تعالى هذه الحياة الدنيا له دارَ عبادة لربه طاعةً ومحبة وإخلاصا ، ثم ابتلاه بالتكاليف ( أوامر ونواهي ) ليمحّصه رحمة منْه وفضلا .
وللمجتمع المسلم أخلاقه وضوابطه النابعة من المصدرين الأساسين : القرآن ، والسنة المطهرة ؛ فمكارم الأخلاق في القرآن الكريم تجسدت في شخص الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وهي أساس القِيَم في المجتمع المسلم .
إن أعمال القلب والعقل والجوارح واللسان ؛ مثل : صدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وبر الوالدين ، وصلة الأرحام ، والوفاء بالعهود ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وجهاد الكفار والمنافقين ، والإحسان الى الجار واليتيم والمسكين وابن السبيل ، والرفق والرأفة ، وخشية الله تعالى والإنابة إليه ، وإخلاص الدين له ، والصبر لِحُكمه ، والشكر لِنِعَمِه ، والرضا بقضائه ، والتوكل عليه ، ورجاء رحمته ، وخوف عذابه .. وأمثال ذلك ؛ كلها أخلاق فاضلة داخلة في مفهوم العبادة في قوله تعالى : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}( (1) ) . ومن هنا فإن فضائل الأخلاق ومكارمها داخلة في إطار الدين ، وركن أساس من أركانه .
__________
(1) الذاريات : 56