قواعد التفسير عند ابن القيم
مدة
قراءة الصفحة :
4 دقائق
.
الجمهورية اليمنية
جامعة العلوم والتكلنوجيا
الدراسات العليا ـ قسم الدراسات الإسلامية
قواعد وضوابط التفسير
عند الإمام ابن القيم في
( بدائع الفوائد )
( بحث في مادة التفسير )
إعداد الطالب
علي بن محمد بن حسين العمران
إشراف فضيلة الدكتور / صالح صواب
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين : نبينا محمد وعلى من استن بسنته واهتدى بهديه واقتفى أثره إلى يوم الدين .
أما بعد :
فلا شك أن أعظم العلوم والمعارف هي تلك المتعلقة بالقرآن العظيم ، فهما واستنباطا وتدبرا ، فعلوم القرآن عي رأس العلوم وأساسها ، وغيرها تابع لها ، خادم لمقاصدها ، ولا شك أن من أعظم علومه ، فهم معاني كلامه ، وتدبر ما فيه من أنواع الهداية التي أنزلها الله لعباده .
وقد ندب الله عباده إلى هذا الأمر الجليل في آيات من كتابه ، فقال : ( أفلا يتدبرون القرآن ) ، ( أفلم يدبروا القول ) ، ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ) ، ( إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) ، ( كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون ) في آيات كثيرة .
ولا ريب أن من أحسن ما يُعين على فهم كلام الله وتدبر معانيه : الاعتناء بالقواعد والضوابط الجامعة في التفسير التي استخرجها العلماء ؛ لأنها تجمع المتفرق ، وترد الفروع إلى أصولها ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية (¬1) ـ رحمه الله ـ : ( لابد أن يكون مع الإنسان أصول كلية ترد إليها الجزئيات ؛ ليتكلم بعلم وعدل ، ثم يعرف الجزئيات كيف وقعت ، وإلا فيبقى في كذب وجهل في الجزئيات ، وجهل وظلم في الكليات ، فيتولد فساد عظيم ) اهـ
¬__________
(¬1) مجموع الفتاوى : 19 / 203 .